نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 651
الرجل؟. قال: نافع جعلت فداك يابن رسول اللّه. قال الحسين (عليه السلام): ما أخرجك في هذا الليل يا نافع؟. قال: سيدي أزعجني خروجك ليلا إلى جهة هذا الباغي.
قال (عليه السلام): خرجت أتفقد هذه التلعات مخافة أن تكون مكمنا لهجوم الخيل على مخيمنا، يوم يحملون و تحملون.
ثم إنه (عليه السلام) رجع و هو قابض على يسار نافع، و هو يقول: هي هي و الله، وعد لا خلف فيه. ثم قال لنافع: ألا تسلك بين هذين الجبلين، و انج بنفسك؟. قال نافع: سيدي إذن ثكلت نافعا أمّه. إن سيفي بألف، و فرسي بمثله، فوالله الّذي منّ عليّ بك في هذا المكان، لن أفارقك أبا عبد اللّه حتّى يكلّا عن فري و جري [1].
800- شهادة الحسين (عليه السلام) بأصحابه حين استعلمت زينب (عليها السلام) عن حالهم:
(مقتل الحسين للمقرّم، ص 265)
ثم إن الحسين (عليه السلام) فارق نافعا، و دخل خيمة أخته زينب (عليها السلام). فوضعت له متكأ، و جلس يحدثها سرا. و نافع واقف ينتظر خروج الحسين (عليه السلام).
قالت زينب لأخيها الحسين (عليه السلام): هل استعلمت من أصحابك نياتهم؟. فإني أخشى أن يسلموك عند الوثبة. فقال لها: و الله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل إلى محالب أمه.
801- الأصحاب يكرّمون خاطر نسوة أهل البيت (عليهم السلام):
(مقتل الحسين للمقرّم، ص 266)
و قال الحسين (عليه السلام) لأصحابه: هلمّوا معي لنواجه النسوة و نطيّب خاطرهن.
فجاء حبيب بن مظاهر و معه أصحابه و صاح: يا معشر حرائر رسول اللّه، هذه صوارم فتيانكم آلوا ألا يغمدوها إلا في رقاب من يريد السوء فيكم، و هذه أسنة غلمانكم أقسموا ألا يركزوها إلا في صدور من يفرّق ناديكم.
فخرجن النساء إليهم ببكاء و عويل، و قلن: أيها الطيبون حاموا عن بنات رسول اللّه و حرائر أمير المؤمنين.