responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 578

شيعة و لا أنصار إلا مالوا إلى الدنيا و زخرفها، إلا من عصم اللّه منهم. فرجع إليه و أخبره بذلك.

فقام الحسين (عليه السلام) فانتعل، ثم صار إليه في جماعة من أهل بيته و إخوانه، فدخل عليه الفسطاط، فوسّع له عن صدر المجلس.

يقول ابن الحر: ما رأيت أحدا قطّ أحسن من الحسين و لا أملأ للعين منه، و لا رققت على أحد قط رقّتي عليه، حين رأيته يمشي و الصبيان حوله. و نظرت إلى لحيته فرأيتها كأنها جناح غراب، فقلت له: أسواد أم خضاب؟. قال: يابن الحر عجّل عليّ الشيب. فعرفت أنه خضاب‌ [1].

و لما استقرّ المجلس بالحسين (عليه السلام) حمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد يابن الحر، فإن أهل مصركم هذا كتبوا إليّ و أخبروني أنهم مجتمعون عليّ أن ينصروني و أن يقوموا من دوني، و أن يقاتلوا عدوي. و سألوني القدوم عليهم، فقدمت و لست أرى الأمر على ما زعموا، لأنهم قد أعانوا على قتل مسلم بن عقيل ابن عمي و شيعته، و أجمعوا على ابن مرجانة عبيد اللّه بن زياد، مبايعين ليزيد بن معاوية.

يابن الحر إن اللّه تعالى مؤاخذك بما كسبت و أسلفت من الذنوب في الأيام الخالية، و إني أدعوك إلى توبة تغسل ما عليك من الذنوب. أدعوك إلى نصرتنا أهل البيت، فإن أعطينا حقنا حمدنا اللّه تبارك و تعالى على ذلك و قبلناه، و إن منعنا حقنا و ركبنا بالظلم كنت من أعواني على طلب الحق. فقال له عبيد اللّه: يابن رسول اللّه لو كان بالكوفة لك شيعة و أنصار يقاتلون معك لكنت أنا من أشدهم على عدوك، و لكن يابن رسول اللّه رأيت شيعتك بالكوفة قد لزموا منازلهم خوفا من سيوف بني أمية، فأنشدك اللّه يابن رسول اللّه أن تطلب مني غير هذه المنزلة، و أنا أواسيك بما أقدر عليه. خذ إليك فرسي هذه (الملحقة) فوالله ما طلبت عليها شيئا قط إلا و قد لحقته، و لا طلبت قط و أنا عليها فأدركت. و خذ سيفي هذا فوالله ما ضربت به شيئا إلا أذقته حياض الموت. فأعرض عنه الحسين (عليه السلام) بوجهه، ثم قال: يابن الحر إنا لم نأتك لفرسك و سيفك، إنما أتيناك نسألك النصرة، فإن كنت بخلت علينا في‌


[1] لم يورد الخوارزمي هذه الفقرة في مقتله، بل أوردها المقرم ص 224 نقلا عن (خزانة الأدب) للبغدادي، ج 1 ص 298 ط بولاق، و أنساب الأشراف، ج 5 ص 291.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 578
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست