نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 568
تفارقه حتّى تأتيني به، فإني قد أمرت رسولي أن يلزمك و لا يفارقك حتّى تأتي بإنفاذ أمري إليك و السلام.
فلما قرأ الحر الكتاب بعث إلى ثقات أصحابه فدعاهم، ثم قال: و يحكم إنه قد ورد عليّ كتاب عبيد اللّه بن زياد، يأمرني أن أقدم على الحسين بما يسوؤه، و لا و الله ما تطاوعني نفسي و لا تجيبني إلى ذلك أبدا. فالتفت رجل من أصحاب الحر يكنى (أبا الشعثاء الكندي) إلى رسول ابن زياد و قال له: فيم جئت ثكلتك أمك؟. فقال له الرسول: أطعت إمامي و وفّيت بيعتي و جئت برسالة أميري. فقال له أبو الشعثاء:
لعمري لقد عصيت ربك و إمامك، و أهلكت نفسك، و اكتسبت و الله عارا و نارا، فبئس الإمام إمامك الّذي قال فيه اللّه: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ [القصص: 41] [1].
684- من خطبة له (عليه السلام) بالعسكرين بعد أن صلى بهما صلاة العصر:
(مقتل الحسين للخوارزمي، ج 1 ص 232)
و دنت صلاة العصر، فأمر الحسين (عليه السلام) مؤذنه أيضا بالأذان، فأذّن و أقام، و تقدم (عليه السلام) فصلى بالعسكرين. فلما انصرف من صلاته و ثب قائما على قدميه، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد أيها الناس فإنكم إن تتقوا اللّه تعالى و تعرفوا الحق لأهله يكن رضا اللّه عنكم. و إنا أهل بيت نبيكم محمّد (صلى الله عليه و آله و سلم)، أولى بولاية هذه الأمور عليكم، من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم، و السائرين فيكم بالظلم و الجور و العدوان، و إن كرهتمونا و جهلتم حقنا، و كان رأيكم على خلاف ما جاءت به كتبكم، انصرفت عنكم [2].
فقال له الحر: أنا و الله ما أدري ما هذه الكتب و الرسل التي تذكر. فقال الحسين (عليه السلام) لبعض أصحابه: يا عقبة بن سمعان أخرج إليّ الخرجين اللذين فيهما كتبهم إليّ. فأخرج خرجين مملوءين صحفا من كتب أهل الكوفة، فنثرت بين يديه.
[1] كان أبو الشعثاء الكندي (رحمه الله) منصفا. و ستجد عدوله إلى الحسين (عليه السلام) و استشهاده معه في الجزء الثاني من هذه الموسوعة.