نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 567
682- من خطبة للحسين (عليه السلام) بعد لقائه بالحر في (ذي حسم) و قد صلّى (عليه السلام) صلاة الظهر بالعسكرين:
(مقتل الخوارزمي، ص 231؛ و لواعج الأشجان، ص 80)
قال الشيخ المفيد: فلم يزل الحر موافقا للحسين (عليه السلام) حتّى حضرت صلاة الظهر. فقال الحسين (عليه السلام) للحجاج بن مسروق: أن أذّن يرحمك اللّه و أقم الصلاة حتّى نصلي. فأذّن الحجّاج للظهر. فلما فرغ صاح الحسين (عليه السلام) بالحر:
يابن يزيد أتريد أن تصلي بأصحابك، و أنا أصلّي بأصحابي؟. فقال الحر: لا بل تصلي، و نحن نصلّي بصلاتك يا أبا عبد اللّه!. فقال (عليه السلام) للحجاج: أقم، فأقام.
و تقدم الحسين (عليه السلام) للصلاة، فصلى بالعسكرين جميعا. فلما فرغ وثب قائما متكئا على قائم سيفه، و كان في إزار ورداء و نعلين. فحمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:
أيها الناس معذرة إليكم، أقدّمها إلى اللّه و إلى من حضر من المسلمين. إني لم آتكم (و في رواية: لم أقدم إلى بلدكم) حتّى أتتني كتبكم و قدمت عليّ رسلكم، أن أقدم إلينا، فإنه ليس علينا إمام، فلعل اللّه أن يجمعنا بك على الهدى و الحق، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فإن تعطوني ما أطمئن إليه و أثق به من عهودكم و مواثيقكم أدخل معكم إلى مصركم، و إن لم تفعلوا و كنتم لمقدمي كارهين و لقدومي عليكم باغضين، انصرفت عنكم إلى المكان الّذي منه جئت إليكم. فسكتوا جميعا [1].
ثم دخل (عليه السلام) فاجتمع إليه أصحابه. و انصرف الحر إلى مكانه الّذي كان فيه، فدخل خيمة قد ضربت له و اجتمع إليه جماعة من أصحابه. و عاد الباقون إلى صفّهم الّذي كانوا فيه، فأعادوه. ثم أخذ كل رجل منهم بعنان دابته و جلس في ظلها.
683- كتاب ابن زياد للحر يأمره فيه بالتضييق على الحسين (عليه السلام):
(مقتل الخوارزمي، ج 1 ص 231)
فبينا هم على تلك الحال، و إذا بكتاب ورد من الكوفة من عبيد اللّه بن زياد إلى الحر: أما بعد يا حر، فإذا أتاك كتابي هذا، فجعجع [2] بالحسين بن علي، و لا
[1] كذا في مقتل المقرم ص 215، و مناقب ابن شهراشوب، ج 3 ص 246 ط نجف. و لم يذكر الخوارزمي موضع الخطبة و هو (شراف). و في مقتل أبي مخنف، ص 44 أنه خطبها في (الثعلبية).