responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 485

قلبّ يعوزهم الثبات و الحزم. فبينما تراهم يوما شديدي الحماسة لعقيدة يدينون بها، أو متفانين في الإخلاص لشخص يعضدونه، إذ بهم في اليوم التالي قد أعرضوا عن العقيدة التي آمنوا بها، و خذلوا الشخص الّذي أجمعوا على نصرته بالأمس.

و لقد قرّحوا قلب الإمام علي (عليه السلام)، ثم خذلوا الإمام الحسن (عليه السلام)، ثم قتلوا الإمام الحسين (عليه السلام).

563- التجاء مسلم إلى دار طوعة:

(مقتل الخوارزمي، ج 1 ص 207)

فلما رأى مسلم ذلك استوى على فرسه و مضى في بعض أزقة الكوفة، و قد أثخن بالجراحات، لا يدري أين يذهب. حتّى صار إلى امرأة يقال لها (طوعة)، و قد كانت قبل ذلك أم ولد للأشعث بن قيس، فتزوجها رجل من حضرموت يقال له أسيد الحضرمي، فولدت له (بلال) بن أسيد [و هي امرأة عربية موالية لآل محمّد (صلى الله عليه و آله و سلم)، لها شأن كبير في نساء الكوفة].

و كانت المرأة واقفة على باب دارها تنتظر ابنها. فسلّم عليها مسلم فردّت (عليه السلام). فقال: يا أمّة اللّه اسقيني ماء، فسقته فجلس على بابها.

(و دخلت ثم خرجت) فقالت له: يا عبد اللّه، ما شأنك أليس قد شربت؟!. قال:

بلى.

(و في مثير الأحزان للجواهري، ص 24): «قالت: فاذهب إلى أهلك، فسكت.

ثم أعادت مثل ذلك فسكت. ثم قالت في الثالثة: يا سبحان اللّه يا عبد اللّه، قم إلى أهلك عافاك اللّه، فإنه لا يصلح لك الجلوس على باب داري و لا أحلّه لك. فقام مسلم و قال: يا أمة اللّه ما لي في هذا المصر أهل و لا عشيرة، فهل لك في أجر و معروف، و لعلي مكافيك بعد اليوم. قالت:

يا عبد اللّه و ما ذاك؟. قال: أنا مسلم بن عقيل، كذّبني هؤلاء القوم و غرّوني و أخرجوني».

قال السيد أسد حيدر في كتابه (مع الحسين في نهضته) ص 112:

«و كانت طوعة امرأة عربية موالية لآل محمّد (صلى الله عليه و آله و سلم) شأنها شأن كبير، من نساء الكوفة اللواتي أثبت التاريخ مواقفهن الحاسمة في مناصرة أهل البيت (عليهم السلام). و لكن الإطار الّذي برزت فيه صورتها في هذا الحادث هو غير إطارها الواقعي».

قالت: أنت مسلم؟. قال: نعم. قالت: ادخل، فدخل إلى بيت [أي غرفة] في‌

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 485
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست