اجتمع سليمان بن صرد و المسيّب بن نجبة و رفاعة بن شدّاد و حبيب بن مظاهر من الكوفة، و كتبوا كتابا للحسين (عليه السلام). ثم سرّحوا بالكتاب مع عبد اللّه بن سبيع الهمداني و عبد اللّه بن وال. ثم سرّحوا إليه قيس بن مسهر الصيداوي و عبد الرحمن ابن عبد اللّه بن الكدن الأرحبي و عمارة بن عبيد السلولي. فأخذوا معهم نحوا من 53 صحيفة من الرجل و الاثنين و الأربعة. ثم سرّحوا إليه شبث بن ربعي و حجّار بن أبجر و يزيد بن الحارث و يزيد بن رويم و عزرة بن قيس و عمرو بن الحجاج الزبيدي و محمد بن عمير التميمي ... و تلاقت الرسل كلها عنده. و ذكر المقرم في مقتله، ص 163 «أن الكتب تكاثرت عليه حتّى ورد عليه في يوم واحد ستمائة كتاب، و اجتمع عنده من نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب». فقرأ الكتب و سأل الرسل عن أمر الناس. ثم كتب جوابا و أرسله مع هانئ بن هانئ و سعيد بن عبد اللّه الحنفي.
499- خطاب سليمان بن صرد الخزاعي بالشيعة في منزله بالكوفة:
(مقتل الحسين للخوارزمي، ج 1 ص 193)
لما علمت الشيعة في الكوفة بنزول الحسين (عليه السلام) مكة، اجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي. فلما تكاملوا في منزله قام فيهم خطيبا، فحمد اللّه و أثنى عليه، و ذكر النبي فصلى عليه، ثم ذكر أمير المؤمنين و مناقبه و ترحم عليه. ثم قال:
يا معشر الشيعة، إنكم علمتم أن معاوية قد هلك، فصار إلى ربه، و قدم على عمله، و سيجزيه اللّه تعالى بما قدّم من خير و شر، و قد قعد بموضعه ابنه يزيد. و هذا الحسين بن علي (عليه السلام) قد خالفه، و صار إلى مكة هاربا من طواغيت آل أبي سفيان.
و أنتم شيعته و شيعة أبيه من قبله، و قد احتاج إلى نصرتكم اليوم، فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه و مجاهدو عدوه فاكتبوا له، و إن خفتم الوهن و الفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه.
فقال القوم: بل نؤويه و ننصره و نقاتل عدوه و نقتل أنفسنا دونه، حتّى ينال حاجته.
ثم قال: فاكتبوا إليه الآن كتابا من جماعتكم أنكم له كما ذكرتم، و سلوه القدوم
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 445