نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 444
496- كتاب مسعود بن عمرو إلى الحسين (عليه السلام):
(مقتل المقرم ص 162)
ثم كتب مسعود بن عمرو إلى الحسين (عليه السلام):
أما بعد فقد وصل إليّ كتابك و فهمت ما ندبتني إليه و دعوتني له من الأخذ بحظي من طاعتك، و الفوز بنصيبي من نصرتك. و إن اللّه لم يخل الأرض قط من عامل عليها بخير، و دليل على سبيل نجاة. و أنتم حجة اللّه على خلقه، و وديعته في أرضه.
تفرعتم من زيتونة أحمدية، هو أصلها و أنتم فرعها. فاقدم سعدت بأسعد طائر، فقد ذلّلت لك أعناق بني تميم، و تركتهم أشدّ تتابعا في طاعتك من الإبل الظماء لورود الماء يوم خمسها، و قد ذلّلت لك رقاب بني سعد، و غسلت درن قلوبها بماء مزن حين استهلّ برقها فلمع.
فلما قرأ الحسين (عليه السلام) الكتاب قال: مالك آمنك اللّه من الخوف، و أعزّك و أرواك يوم العطش الأكبر.
و لما تجهّز مسعود بن عمرو إلى المسير، بلغه قتل الحسين (عليه السلام)، فاشتدّ جزعه و كثر أسفه، لفوات الأمنيّة من السعادة بالشهادة [1].
(أقول): و لعمري هكذا تكون النصرة، و هكذا تكون الولاية.
497- الكوفة على فوهة بركان:
(مع الحسين في نهضته لأسد حيدر، ص 75)
كان الحسين (عليه السلام) أمر شيعته في الكوفة معقل أبيه، بالتريّث و عدم التسرع، مادام معاوية حيا، و ذلك رعاية للظروف و إحكاما لخطة الثورة. فلما مات معاوية ماجت الكوفة بأهلها، و حدثت بها هزة سياسية. و بدأ أهل الكوفة بمراسلة الإمام الحسين (عليه السلام) يستقدمونه لإمرة المسلمين.
فعقدوا أول اجتماع لهم في دار سليمان بن صرد الخزاعي، أحد زعماء الشيعة و شجعان العرب المشهورين.
و بعد وصول آلاف الكتب من العراق، كان على الحسين (عليه السلام) واجب النهوض لإنقاذ المسلمين من براثن الظالمين، فيحقّ الحقّ و يبطل الباطل. و كانت استجابته سريعة، لأنه وجد أن المناخ ملائم.
[1] مثير الأحزان لابن نما، ص 13؛ و اللهوف على قتلى الطفوف، ص 21.
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 444