نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 438
و بقي بعده محمّد في الطائف. و ذكر القتيبي أن محمدا توفي أيضا بالطائف سنة 82 ه، و هو ابن 65 سنة.
489- محاورة الحسين (عليه السلام) مع عبد اللّه بن عمر، و بيان أن اللّه سبحانه سينتقم من قتلته كما انتقم من بني إسرائيل:
(مقتل الخوارزمي ج 1 ص 192)
ثم أقبل ابن عمر على الحسين (عليه السلام) و قال له: مهلا أبا عبد اللّه عما أزمعت عليه، و ارجع معنا إلى المدينة، و ادخل في صلح القوم، و لا تغب عن وطنك و حرم جدك، و لا تجعل لهؤلاء القوم الذين لا خلاق لهم، على نفسك حجة و سبيلا. و إن أحببت أن لا تبايع فإنك متروك حتّى ترى رأيك، فإن يزيد ابن معاوية عسى ألا يعيش إلا قليلا، فيكفيك اللّه أمره. فقال الحسين (عليه السلام): أفّ لهذا الكلام أبدا ما دامت السموات و الأرض. أسألك بالله يا أبا عبد الرحمن أعندك أني على خطأ من أمري هذا؟. فإن كنت على خطأ فردّني عنه، فإني أرجع و أسمع و أطيع. فقال ابن عمر:
اللّه م لا، و لم يكن اللّه تبارك و تعالى ليجعل ابن بنت رسوله على خطأ [يعترف له بالعصمة]، و ليس مثلك في طهارته و موضعه من الرسول، أن يسلّم على يزيد بن معاوية باسم الخلافة. و لكن أخشى أن يضرب وجهك هذا الجميل بالسيوف، و ترى من هذه الأمة ما لا تحب. فارجع معنا إلى المدينة، و إن شئت أن لا تبايع فلا تبايع أبدا، و اقعد في منزلك. فقال له الحسين (عليه السلام): هيهات يابن عمر، إن القوم لا يتركوني، إن أصابوني و إن لم يصيبوني، فإنهم يطلبوني أبدا حتّى أبايع و أنا كاره أو يقتلوني.
ألا تعلم أبا عبد الرحمن أن من هوان هذه الدنيا على اللّه أن يؤتى برأس يحيى ابن زكريا إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل، و الرأس ينطق بالحجة عليهم، فلم يضرّ ذلك يحيى بن زكريا بل ساد الشهداء، فهو سيدهم يوم القيامة [1].
و في رواية ابن نما: «و إن رأسي يهدى إلى بغيّ من بغايا بني أمية».
ألا تعلم أبا عبد الرحمن أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى
[1] روى ابن شهراشوب في المناقب، ج 3 ص 237 قصة مقتل يحيى بن زكريا، و ذكر قبلها: عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: «خرجنا مع الحسين (عليه السلام)، فما نزل منزلا و لا ارتحل عنه إلا و ذكر يحيى بن زكريا».
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 438