نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 376
الجمال الأخّاذ. و كان يزيد يجلس في إحدى شرفات قصر الخضراء حين رآها تدخل مع زوجها، فهاج في صدره حبّ قديم و كان يعرفها من قبل، فافتتن بها.
ثم إنه دخل على أبيه معاوية و قال له: لا بدّ لي من زواج (أرينب) مهما كلف الأمر. و بما أن يزيد هو الابن المدلل لأبيه، و الذي لا تردّ له حاجة، عمل معاوية على تنفيذ رغبة ابنه، و لو كان في ذلك المهانة و العار، و الدناءة و غضب الجبار.
413- قصة أرينب بنت اسحق:
(الإتحاف بحب الإشراف للشبراوي، ص 201- 209)
يقول الشيخ عبد اللّه الشبراوي الشافعي:
فمن مكارم أخلاق الإمام الحسين (عليه السلام) ما حكاه ابن بدرون في (شرح قصيدة ابن عبدون) من قصة أرينب بنت اسحق زوجة عبد اللّه بن سلّام القرشي. و كان عبد اللّه هذا واليا لمعاوية على العراق، و كانت أرينب هذه من أجمل نساء وقتها و أحسنهن أدبا و أكثرهن مالا. و كان يزيد بن معاوية قد سمع بجمالها و بما هي عليه من الأدب و حسن الخلق و الخلق، ففتن بها، فلما عيل صبره استراح في ذلك مع أحد خصيان معاوية، و كان ذلك الخصي خاصّا بمعاوية و اسمه رفيف، فذكر رفيف ذلك لمعاوية، و ذكر شغفه بأرينب، و أنه ضاق ذرعه بأمرها.
فبعث معاوية إلى يزيد فاستخبره من أمره، فبثّ له شأنه، فقال معاوية: مهلا يا يزيد!. قال: علام تأمرني بالمهل، و قد انقطع منها الأمل. قال له معاوية: فأين حجاك و مروءتك؟. فقال له يزيد: قد عيل الصبر و الحجى، و لو كان أحد ينتفع به في الهوى، لكان أولى الناس بالصبر عليه داود حين ابتلي به.
قال له: اكتم أمرك يا بني، فإن البوح به غير نافعك، و الله بالغ أمره فيك، و لا بدّ مما هو كائن.
و كانت أرينب بنت اسحق مثلا في أهل زمانها، لجمالها و تمام كمالها و شرفها و كثرة مالها. فأخذ معاوية في الحيلة حتّى يبلغ يزيد رضاه فيها.
فكتب معاوية إلى (عبد اللّه بن سلّام) و كان استعمله على العراق، أن أقبل حين تنظر في كتابي لأمر فيه حظك إنشاء اللّه، و لا تتأخر عنه، و جدّ السير.
و كان عند معاوية يومئذ بالشام أبو هريرة و أبو الدرداء صاحبا رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم).
فلما قدم عليه عبد اللّه بن سلام الشام، أمر معاوية أن ينزل منزلا قد هيأه له، و أعدّ
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 376