responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 377

فيه منزله، ثم قال لأبي هريرة و أبي الدرداء: إن اللّه قد قسم بين عباده نعما، أوجب عليهم شكرها، و حتم عليهم حفظها، فحباني منها عزّ و جلّ بأتم الشرف و أكرم الذكر، و أوسع عليّ رزقه، و جعلني راعي خلقه و أمينه في بلاده، و الحاكم في أمر عباده، ليبلوني أ أشكر أم أكفر. و أول ما ينبغي للعبد أن يفتقده و ينظر فيه، من استرعاه اللّه أمره و من لا غنى له عنه. و قد بلغت لي ابنة [أي أدركت سن البلوغ‌] أريد إنكاحها، و أنظر في اختيار من يباعلها، لعل من يكون بعدي يقتدي فيه بهديي، و يتّبع فيه أثري، فإنه قد يبتزّ الملك بعدي، من يغلب عليه ز هو الشيطان، و تزيينه إلى تعطيل بناتهم، فلا يردن لهن كفوا. و قد رضيت لابنتي عبد اللّه بن سلام القرشي، لدينه و شرفه و مروءته و أدبه.

فقال أبو هريرة و أبو الدرداء: إن أولى الناس برعاية نعم اللّه و شكرها و طلب مرضاته فيما خصّه به أنت، لأنك صاحب رسول اللّه و كاتبه و صهره. قال معاوية:

فاذكرا ذلك عني لعبد اللّه، و قد جعلت لها في نفسها شوري، غير أني لأرجو أن لا تخرج من رأيي إنشاء اللّه تعالى.

فخرجا من عنده متوجهين إلى منزل عبد اللّه بن سلام بالذي قاله لهما معاوية.

ثم إن معاوية دخل على ابنته فقال لها: إذا دخل عليك أبو الدرداء و أبو هريرة، و عرضا عليك أمر عبد اللّه بن سلّام و إنكاحي إياك منه، و حضّاك إلى المسارعة إلى هواي، فقولي لهما: عبد اللّه بن سلام كفؤ كريم و قريب حميم، غير أن تحته أرينب بنت اسحق، و أنا خائفة أن يعرض لي من الغيرة ما يعرض للنساء، فأتناول منه ما يسخط اللّه فيه فيعذبني عليه، و لست بفاعلة حتّى يفارقها.

فلما ذكر ذلك أبو هريرة و أبو الدرداء لعبد اللّه بن سلام، و أعلماه بالذي أمرهما معاوية، و أنهما جاءاه خاطبين!. قال لهما: نعم، أنتما تعلمان رضاي بذلك و حرصي على صهارة أمير المؤمنين. فرجعا إلى معاوية و ذكرا له ذلك. فقال: أنا راض بذلك و طالب له، لكني قد أعلمتكما أني جعلت لها في نفسها شوري، فادخلا عليها و اعرضا عليها ما أحببته لها. فدخلا عليها و عرضا عليها ذلك، فقالت كالذي قال لها أبوها.

فأعلما عبد اللّه بن سلام بذلك، فلما ظن أنه لا يمنعها منه إلا بقاء أرينب عنده، أشهدها على طلاقها ثلاثا، و أرسلهما يعلمان بذلك معاوية و ابنته. فأظهر معاوية

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست