responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 360

392- قتل حجر بن عدي:

(الدرجات الرفيعة، ص 428)

و أما سبب قتل حجر (رحمه الله)، فكان من صدقه و جرأته بالله. فقد كان المغيرة بن شعبة والي العراق، لا ينام عن شتم علي (عليه السلام) و أصحابه و اللعنة بهم، و الترحم على عثمان و أصحابه. و كان حجر بن عدي إذا سمع ذلك يقول: إنّ من تذمّون أحقّ بالفضل و التقدم، و من تمدحون أولى بالذم. فلما كان في آخر زمان المغيرة، نال من علي (عليه السلام) و قال في عثمان ما كان يقول. فقام حجر بن عدي و صاح به و قال: إنك لا تدري بمن تولع، أصبحت مولعا بذم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) و مدح المجرمين. فقام معه نحو ثلاثين ألفا يقولون: صدق حجر .. فلما خلا المغيرة بقومه شجّعوه على قتل حجر، فأبى ذلك لاقتراب أجله.

فلما ولىّ معاوية زياد ابن أبيه الكوفة، خطب في الناس متوعدا حجرا. و جاءه أمر من معاوية بشدّه بالحديد و تسييره إلى الشام. فوفد زياد إلى معاوية و معه حجر بن عدي و تسعة من أهل الكوفة و أربعة من غيرهم. فلما وصلوا إلى (مرج عذراء) على اثني عشر ميلا من دمشق، قال حجر: ما هذه القرية؟. فقيل: عذراء. فقال:

الحمد لله، أما و الله إني لأول مسلم ذكر اللّه فيها و سجد، و أول مسلم نبح عليّ كلابها في سبيل اللّه، ثم أنا اليوم أحمل إليها مصفّدا في الحديد!. ثم تقدّم البريد بأخبارهم إلى معاوية. فبعث إليهم رجلا أعور. فلما وصل إليهم قال لحجر: إن أمير المؤمنين أمرني بقتلك و قتل أصحابك، إلا أن توالوا أمير المؤمنين و ترجعوا إلى طاعته، فأبوا.

فلما قدّم حجر ليقتل قال: دعوني أصلي ركعتين، فصلى. ثم قال: إن كنت أمرت بقتل ولدي (همّام) فقدّمه. فقدمه فضربت عنقه. فقيل له: تعجلت الثكل.

فقال: خفت أن يرى هول السيف على عنقي فيرجع عن ولاية علي (عليه السلام)، فلا نجتمع في دار المقامة التي وعدها اللّه للصابرين.

ثم قدّم حجر و أصحابه فقتلوا، و كان عددهم ثمانية. و دفنوا في (عدره) شرق دمشق.

و لما بلغ عائشة قتلهم قالت لمعاوية: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) يقول: «سيقتل بعذراء أناس يغضب اللّه لهم و أهل السماء». فقال معاوية: يا أم المؤمنين، دعيني و حجرا نلتقي عند ربنا.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست