responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 344

أما بعد، فإنك كتبت إليّ تسألني عن العرب، من أكرم منهم و من أهين، و من أقرب و من أبعد، و من أ أمن منهم و من أحذر؟. و أنا يا أخي أعلم الناس بالعرب [هذا بعد أن استلحق معاوية زيادا، فخاطبه على أنه أخوه‌].

انظر إلى هذا الحي من (اليمن)، فأكرمهم في العلانية و أهنهم في السر، فإني كذلك أصنع بهم، أكرمهم في مجالسهم و أهينهم في الخلاء، إنهم أسوأ الناس عندي حالا، و يكون فضلك و عطاؤك لغيرهم سرا منهم.

و انظر (ربيعة بن نزار)، فأكرم أمراءهم و أهن عامتهم، فإن عامتهم تبع لأشرافهم و ساداتهم.

و انظر إلى (مضر)، فاضرب بعضها ببعض، فإن فيهم غلظة و كبرا و نخوة شديدة، فإنك إذا فعلت ذلك و ضربت بعضهم ببعض، كفاك بعضهم بعضا. و لا ترض بالقول منهم دون الفعل، و لا الظن دون اليقين.

و انظر إلى (الموالي) و من أسلم من الأعاجم، فخذهم بسنة عمر بن الخطاب، فإن في ذلك خزيهم و ذلهم، أن تنكح العرب منهم و لا ينكحهم، و أن يرثهم العرب و لا يرثوا العرب، و أن تقصر بهم في عطائهم و أرزاقهم، و أن يقدّموا في المغازي، يصلحون الطريق و يقطعون الشجر، و لا يؤمّ أحد فيهم العرب في صلاة، و لا يتقدم أحد منهم في الصف الأول إذا حضرت العرب إلا أن يتموّا الصف، و لا تولّ أحدا منهم ثغرا من ثغور المسلمين و لا مصرا من أمصارهم، و لا يلي أحد منهم قضاء المسلمين و لا أحكامهم، فإن هذه سنة عمر فيهم و سيرته ... و لو لا أن عمر سنّ دية الموالي على النصف من دية العرب و ذلك أقرب للتقوى، لما كان للعرب فضل على العجم. فإذا جاءك كتابي هذا فأذلّ العجم و أهنهم و أقصهم، و لا تستعن بأحد منهم، و لا تقض لهم حاجة.

(أقول): أهكذا علمّهم الإسلام أن يفعلوا بغير العرب، أم أنهم أرادوا أن يفعلوا عكس ما أمرهم اللّه تعالى؟!. حيث قال في صريح كتابه: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‌ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) [الحجرات: 13].

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست