نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 289
ها هو الحسين (عليه السلام) يعلن تصميمه على أداء رسالته، و أنه لن يتراجع. و أنه يؤثر أن يموت ميتة الكرام في سبيل الرسالة، على أن يطيع اللئام .. و لكن لماذا؟. من أين ينبع هذا التصميم؟.
من اللّه و رسوله، و من تربيته، و من نفسه. فلا اللّه يرضى له التراجع و لا رسوله، و لا حقّ من ربّوه، و لا نفسه.
مزيج من الدوافع، لا أشمل و لا أكمل: الدين و التربية و النفسية. كلها تدفعه لأن يعلنها صريحة مدوّية: أنه لن يتراجع عن أداء رسالته، و لو كلّفه ذلك مصرعه ...
و الدين في المقدمة.
و هذا مشعل!. الدين حافز لا يرضى التراجع، و لا يقبل بأنصاف الحلول.
3- العزّة:
ثم قال (عليه السلام): «لا و الله، لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل، و لا أقرّ إقرار العبيد».
كلمات تنضح بالعزة ...
إنه لن يسكت ذليلا، و لن يسكت عبدا ... و المنحرفون يريدونه ذليلا و عبدا معا. و لو أنه ذل و استعبد لربما أنالوه ما يرضيه؛ و لكنه عزّ، و إذ عزّ ثار ... و لكم تكلّف.
قبل أن يسير الحسين (عليه السلام) من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، دعا بدواة و بياض و كتب وصية تاريخية لأخيه محمّد بن الحنفية. و هذه الوصية هي أفضل وثيقة صادرة عن صاحب النهضة، يوضح فيها بجلاء أهداف نهضته المباركة، يقول فيها:
«إني لم أخرج أشرا (أي فرحا) و لا بطرا، و لا مفسدا و لا ظالما، و إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمّد (صلى الله عليه و آله و سلم)، أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 289