نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 275
على فاعل الكبيرة، و إرجاء أمره إلى اللّه، فهو يحاسبه و ليس نحن. و يقولون بأن الإيمان تصديق بالقول و ليس بالعمل.
و لا غرو فقد تحول معظم المسلمين إلى «الإرجاء «و عنوا بأمورهم الداخلية، دون النظر إلى نوعية السلطة الحاكمة، و خاصة عند حدوث الفتن.
و يستند المرجئة لترويج مذهبهم بحديث ينقلونه عن لسان النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) يقول:
«ستكون فتن، القاعد فيها خير من الماشي، و الماشي فيها خير من الساعي ...».
و فعلا نرى أن ظاهرة التخدير الديني أخذت تتمكن من النفوس و تتجاوب معها، و أخذ الوعي الإسلامي بالانحسار، حتّى أصبح الإسلام مهددا في وجوده كرسالة للحياة.
278- استخدام أساليب الإرهاب و التجويع و التهجير و التفريق، للتسلط على المسلمين:
(المصدر السابق، ص 121)
أما على مستوى الأمة التطبيقي، فقد مارس معاوية ألوانا كثيرة من الإذلال، و محاولات دؤوبة لتمييع شخصية الأمة، و إثارة الضغائن و الأحقاد القومية و الإقليمية و الطبقية داخل المجتمع الإسلامي.
حتّى أننا نشاهد ذلك الإنسان المسلم الّذي حارب بالأمس طاغوت كسرى، و وقف أمامه متحديا بكل إباء، و عاش هموم المظلومين و المحرومين في كل أرجاء الأرض، ينقلب فجأة إلى فرد لا يهمه إلا عطاؤه و طعامه و مصالحه الشخصية الحقيرة.
فبنو أمية استعانوا بكل وسائل القمع و القهر لتبديد قوة الخصوم، و سحق الجماعات المعارضة لهم بالأساليب التالية:
1- الإرهاب: و كان الرجل- على عكس مبدأ الإسلام- يؤخذ بمجرد الشبهة، و يجرى القصاص مع أهل بيته إذا لم يمكن مسكه. و سيرة زياد بن أبيه لم تنس بعد، فقد خطب في أهل العراق مهددا بأنه سيأخذ البريء بالمسيء. حتّى إذا ردّه حجر بن عديّ في هذا و ذكّره بقوله تعالى: وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى [الأنعام: 164] صنع معه ما صنع، حتّى كانت حادثة قتل حجر و أصحابه (رضي الله عنهم).
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 275