نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 274
الاستعداد في ذم علي (عليه السلام) و البراءة منه، و الكذب على الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) في مقابل عطاء كبير. أما بالنسبة للذين أبوا الانصياع لأوامره في الدس و الكذب على الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) فقد نعتهم بالروافض، لأنهم رفضوا مسايرته و تنفيذ خططه الجاهلية، و حاول الضغط عليهم و إرهابهم بشتى الوسائل.
فقد كتب معاوية إلى ولاته بعد «عام الجماعة «أن برئت الذمة ممن روى شيئا في فضل أبي تراب و أهل بيته. فقام الخطباء المنافقون في كل كورة و على كل منبر يلعنون عليا و يبرؤون منه. و كان أشد الناس بلاء على حكمه حينئذ أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة الإمام (عليه السلام)، فاستعمل عليها زياد بن سمية و ضم إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة فيقتلهم تحت كل حجر و مدر، و قطع الأيدي و الأرجل، و سمل العيون، و صلبهم على جذوع النخل، و طردهم و شرّدهم عن العراق [1].
و قد عملت أحاديث عمرو بن العاص و أبي هريرة و المغيرة بن شعبة و عمرو ابن الزبير عملها السام، و أعطت ثمارها الخبيثة، في صورة تسليم تام و خضوع أعمى للحكم الأموي [2].
2)- اختلاق الفرق الدينية ذات الأغراض السياسية باسم الإسلام، لتبرير حكم بني أمية، بعد أن توضع لها التفسيرات الدينية المضللة، و تصاغ بأطر إسلامية مزيفة، تتّخذ اسم (المرجئة) تارة (و الجبرية) أخرى، هادفين من وراء هذا العمل الدنيء لفت أنظار المسلمين عن الثورة.
فمعاوية أول من قال بالفكرة الجبرية و دافع عنها، و أوهم الناس أنه طالما كل شيء يجري بقضاء اللّه، فإن تولّيه الحكم هو بأمر اللّه و مشيئته، و هو يؤتي الملك من يشاء، و ينزع الملك ممن يشاء. فاعتلاؤه إلى السلطة هو عطاء إلهي و مشروع.
أما المرجئة فكانوا عونا و سندا لحكم معاوية، جاءت آراؤهم و معتقداتهم تبريرا لخلافته، و إقناعا للمسلمين بوجوب طاعته. و تتلخص فكرتهم في توقّف الحكم
[1] ثورة الحسين (عليه السلام) في الواقع التاريخي و الوجدان الشعبي للشيخ محمّد مهدي شمس الدين، ص 164.
[2] الحركات السرية في الإسلام للذكتور محمود إسماعيل، ص 93. و المغني في أبواب التوحيد و العدل للقاضي عبد الجبار، ج 8 ص 4.
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 274