responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 271

272- الإسلام على شفا جرف هار:

(المصدر السابق ص 106)

أما بالنسبة لواقع المجتمع الإسلامي و وعيه لقضية الإسلام، فقد تلخصت نظرة الحسين (عليه السلام) له بالحقيقة التالية: و ذلك أن الأمة بعد النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) لم تكن تملك وعيا عقائديا، و أن أقصى ما أفادته منه عاطفة رسالية، أخذت تتضاءل بعد وفاته (صلى الله عليه و آله و سلم) نتيجة للأخطاء و التقصيرات المتراكمة و المتلاحقة، التي مارسوها عبر حياتهم العلمية و العملية، هذه التقصيرات و الأخطاء التي قد لا يحسّ بكل واحد منها على حدة، و لكنها حين تتراكم تتحول إلى واقع فاسد، و الواقع الفاسد يتحول إلى فتنة [1]، كما حدث للحسين (عليه السلام) في زمن يزيد.

273- الحسين (عليه السلام) أمام مسؤولية الثورة:

(المصدر السابق)

هذه الحقائق هي التي دفعت بالحسين (عليه السلام) لأن يخوض غمار معركة يائسة، حتّى و لو كان لا يرجى منها النصر العسكري الآني. فالمعركة خاسرة لا محالة في حسابها العاجل، و لكنه استهدف بعمله هذا أن يهزّ ضمير الأمة، و أن يعيد للإنسان المسلم همّه الرسالي الكبير، بعد أن غرق حتّى أذنيه بهموم مصلحية صغيرة. فرأى الحسين (عليه السلام) أن يشقّ طريقه في وسط الأمة، و أن يبذل وجوده، و وجود أصحابه و أهله و ذويه، بعمل فدائي لاهب، و أن لا يبخل على مسيرته بما تحتاجه من وقود، إن من دماء الأمة و آلامها، و إن من قلبه و دمه.

إلا أن الحسين (عليه السلام) بكل ما حفل به من صفات و ظروف مواتية، أدرك أن تحريك الأمة و هزّها، لا يمكن أن تجدي له الكلمات و الخطب الحماسية، بل لا بدّ من تحريك إرادتها المهزومة بفدية تتوهج بالدم، مبرهنا على صدق رؤيته للحاضر و المستقبل، بتضحيته الفريدة.

274- بين فقدان الثقة و فقدان الإرادة:

(المصدر السابق، ص 108)

لقد أسرع الحسين (عليه السلام) بأخذ زمام المبادرة بعد أن أدرك بأن المجتمع في ظرفه الحالي و تأثره الشديد بالتخدير الديني للأفكار المضللة التي روّج لها بنو أمية، و خوفه من القمع المادي، و خضوعه الطويل للحكام المستبدين؛ لا يمكن أن تنبعث فيه مفاهيم الرسالة، بطريق الحوار الفكري و الإقناع، فهو آخر شي‌ء يمكن أن يؤثر


[1] الكامل لابن الأثير، ج 3 ص 264.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست