responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 272

فيه. و لأن الأمة كما ذكرنا في عصر الإمام الحسن (عليه السلام) قد ابتليت بظاهرة الشك في القيادة، فكان الصلح أسلوبا تسترجع معه الثقة؛ أما الأمة في عصر الحسين (عليه السلام) فقد ابتليت بفقدان الإرادة، و تميّعت فيها إرادة النضال، و أصبح المسلمون أذلاء مستضعفين، فهم يدركون بعد الخليفة الأموي عن الإسلام، و أن الحسين (عليه السلام) هو القائد الحق، و لكن إرادتهم كانت ضعيفة إزاء نصرة الحسين (عليه السلام)، و كما قيل: «قلوبهم مع الحسين، و سيوفهم عليه» [1].

هذا القول الأخير هو تصوير دقيق و معبّر للمجتمع الّذي وصل إليه الوضع الأموي، بكل ما ملك من أسباب القوة و التشريد و التقتيل، فكانت بوادر الخنوع و الرضا بالوضع القائم، لإيجاد مختلف الوسائل و المبررات على القعود و الاستكانة [2].

فالحسين (عليه السلام) أراد باستشهاده الفاجع إيقاظ الإرادة المخدّرة بفعل المذاهب الدينية المفتعلة، و لكي تكون سوطا لاهبا يدمي ظهور الحكام، و موقظا بها تلك النفوس الغافلة لتقوم بمحاكمة واعية لذاتها إزاء نظرة الرسالة، و يعينها في تحرير إرادتها من ظاهرة القلق و التردد الفكري، و تفاقم شكّها في القيادة الحكيمة، و هو بهذا يخرجها إلى مواقف ثابتة، تأخذ أبعادها بوعي من تحديات الشريعة الإسلامية و موقفها الصارم من الإنحراف.

275- الحسين (عليه السلام) لا يعبأ بالنصائح و التحذيرات:

و إزاء إصرار الإمام (عليه السلام) على خطة الثورة، نشطت محاولات كثيرة تنصح الحسين (عليه السلام) بعدم القيام بأي عمل من شأنه أن يشعل فتيل المواجهة مع يزيد، بحجة الفشل المحتم لنتائج المواجهة العسكرية المحتملة، و لكن الإمام (عليه السلام) كان يعرف هدفه جيدا ببصيرته المعصومة، بأنه سوف ينتصر باستشهاده الفاجع، و لا يفكر بنتائج الربح العسكري الآني، مع علمه بقلة العدد و خذلان الناصر: «ألا و إني زاحف بهذه الأسرة، على قلة العدد و خذلان الناصر».

و لمن يريد أن يفهم الحسين (عليه السلام) في ثورته، عليه أن يبحث عن أهدافه و نتائج‌


[1] القول للفرزدق الشاعر، انظر الطبري، ج 4 ص 290.

[2] ثورة الحسين (عليه السلام) في الواقع التاريخي و الوجدان الشعبي للشيخ محمّد مهدي شمس الدين، ص 21.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست