نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 270
هذا من ناحية المحكومين، أما من ناحية الحاكم، فإن يزيد كان معلنا بالفسق، بينما معاوية فقد كان متسترا به، و إن موت معاوية جعل الحسين (عليه السلام) في حلّ من عقد الصلح .. كل هذا دفع الحسين (عليه السلام) إلى إعلان النهضة المقدسة في وجه الباطل.
يقول أحدهم في هذا المعنى: (مجموعة نفيسة، ص 448 ط إيران)
لما مات معاوية و انقضت مدة الهدنة التي كانت تمنع الحسين (عليه السلام) من الدعوة إلى نفسه، أظهر أمره بحسب الإمكان، و أبان عن حقه للجاهلين به، حالا بعد حال، إلى أن اجتمع له في الظاهر الأنصار. فدعا إلى الجهاد و شمّر للقتال، و توجّه بولده و أهل بيته من حرم اللّه و حرم رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) نحو العراق، للاستنصار بمن دعاه من شيعته على الأعداء.
و قد اقتطعت هذه الفقرات من كتاب (الأئمة الاثنا عشر- دراسة تحليلية) للأستاذ عادل الأديب، من ص 105- 123:
271- تغير الأوضاع بين عصر الحسن (عليه السلام) و عصر الحسين (عليه السلام):
إن دور الإمام الحسن (عليه السلام) يختلف عن دور الإمام الحسين (عليه السلام). ففي مرحلة الإمام الحسين (عليه السلام) ارتفع الشك عن المسلمين في صحة المعركة و شرعيتها، و أصبح المسلمون في هذه المرحلة يعيشون تجربة الإمام علي (عليه السلام) كمثل أعلى للحكم الإسلامي العادل. و أدركوا أن انتصار بني أمية هو انتصار للإرستقراطية الجاهلية التي ناصبت الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) و أصحابه العداء، و التي جاهدها الرسول (صلى الله عليه و آله و سلم) حتّى قضى عليها، و أقاموا على أنقاضها دعائم الإسلام.
و لا ندهش إذا كره المسلمون بني أمية و غطرستهم و كبريائهم و إثارتهم للأحقاد القديمة و نزوعهم للروح الجاهلية، و الأمويون لم يعتنقوا الإسلام إلا سعيا وراء مصالحهم الشخصية [1]. و هم أول من ابتدع و بشكل سافر في التاريخ الإسلامي نظما و تقاليد بعيدة عن الإسلام، محاولة منهم التشبّه بملوك الفرس و البيزنطيين، و حوّلوا الخلافة إلى ملك كسروي و عصب قيصري [2].