نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 258
الفضائل و مكارم الأخلاق و محاسن الأعمال؛ من علوّ الهمة و منتهى الشجاعة و أقصى غاية الجود، و أسرار العلم و فصاحة اللسان، و نصرة الحق و النهي عن المنكر و جهاد الظلم، و التواضع عن عزّ، و العدل و الصبر و الحلم، و العفاف و المروءة و الورع ... و غيرها. و اختصّ بسلامة الفطرة و جمال الخلقة، و رجاحة العقل و قوة الجسم. و أضاف إلى هذه المحامد، كثرة العبادة و أفعال الخير، كالصلاة و الصوم و الحج و الجهاد في سبيل اللّه و الإحسان. و كان إذا أقام بالمدينة أو غيرها، مفيدا بعلمه، مرشدا بعمله، مهذّبا بكريم أخلاقه، مؤدّبا ببليغ بيانه، سخيّا بماله، متواضعا للفقراء، معظّما عند الخلفاء، مواصلا للصدقة على الأيتام و المساكين، منتصفا للمظلومين، مستقلا بعبادته.
مشى من المدينة على قدميه إلى مكة حاجّا خمسا و عشرين مرة [المسافة نحو 500 كم]. و عاش مدة يقاتل مع أبيه أصحاب الجمل، فجنود معاوية، فالخوارج.
فكان الحسين (عليه السلام) في وقته علم المهتدين و نور الأرض، فأخبار حياته فيها هدى للمسترشدين بأنوار محاسنه، المقتفين آثار فضله.
و لا شك أن الأمة تنفعها ذكرى ما أصابها من الشدائد في زمن بؤسها، كما يفيدها تذكّر ما كسبته من المآثر أيام عزها. و مقتل الحسين (عليه السلام) من الحوادث العظيمة، و ذكراه نافعة، و إن كان حديثه يحزن كل مسلم، و يسخط كل عاقل.
262- من الّذي قتل الحسين (عليه السلام)؟:
(المصدر السابق، ص 132)
ثم قال السيد علي جلال الحسيني غفر اللّه له:
و من عجيب أمره (عليه السلام) أن يقتله شيعته، ثم يجدّدون الحزن عليه في كل بلاد المسلمين كل عام، من يوم قتله إلى الآن.
فيردّ عليه العلامة الأمين ردّا ساحقا، فيقول:
حاش لله أن يكون الذين قتلوا الحسين (عليه السلام) هم شيعته، بل الذين قتلوه؛ بعضهم خوارج، و بعضهم أهل طمع لا يرجعون إلى دين، و بعضهم أجلاف أشرار، و بعضهم اتّبعوا رؤساءهم، الذين قادهم حبّ الدنيا إلى قتاله. و لم يكن فيهم من شيعته و محبيه أحد.
أما شيعته المخلصون، فكانوا له أنصارا، و ما برحوا حتّى قتلوا دونه، و نصروه بكل ما في جهدهم إلى آخر ساعة من حياتهم. و كثير منهم لم يتمكن من نصره، أو لم
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 258