نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 257
أضف إلى ذلك ما يرجوه المسلم الموحّد المقتدي بنبيّه (صلى الله عليه و آله و سلم) من الأجر و الثواب يوم الحساب، على الحزن و البكاء لقتل الحسين (عليه السلام). فقد نعاه جده (صلى الله عليه و آله و سلم) إلى أصحابه، و بكى لقتله قبل وقوعه، و بكى له أصحابه (رضوان الله عليهم) و فيهم أبو بكر و عمر، فيما رواه الماوردي الشافعي في (أعلام النبوة)، و روته أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، و روي عنهم بالأسانيد الصحيحة. و أخبر بذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) في خروجه إلى صفين، و بكى و أبكى. و بكى زين العابدين (عليه السلام) على مصيبة أبيه الحسين (عليه السلام) أربعين سنة.
و كان الإمام الصادق (عليه السلام) يبكي لتذكّر مصيبة الحسين (عليه السلام) و يستنشد الشعر في رثائه و يبكي. و كان (عليه السلام) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، و كانت الكآبة تغلب عليه حتّى تمضي عشرة أيام منه، فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته و حزنه.
و قال الإمام الرضا (عليه السلام): إن يوم الحسين (عليه السلام) أقرح جفوننا و أسال دموعنا، و أورثنا الكرب و البلاء إلى يوم الانقضاء.
و قد حثّوا (عليهم السلام) شيعتهم و أتباعهم على البكاء و إقامة الذكرى لهذه الفاجعة الأليمة في كل عام. و هم نعم القدوة و خير من اتّبع، و أفضل من اقتفي أثره، و أخذت منه سنّة رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم). فهم أحد الثّقلين اللذين أمرنا باتباعهما و التمسك بهما، و مثل باب حطّة الّذي من دخله كان آمنا، و مفاتيح باب مدينة العلم الّذي لا تؤتى إلا منه.
261- كلام السيد علي جلال الحسيني المصري:
(المصدر السابق، ص 130)
و قال السيد علي جلال الحسيني المصري المعاصر، في كلام له في مقدمة (كتاب الحسين) التقطنا منه هذه الكلمات، و فيها جملة من صفات الحسين (عليه السلام) و استحسان إقامة الذكرى له، قال:
إن الأمة التي تعنى بسير عظمائها، و من امتاز منها بأمر في الدين، أو تفرّد بعمل من أعمال الدنيا، و تعرف أخبارهم؛ تحفظ تاريخ حياتها و تستفيد منه. و السيد الإمام أبو عبد اللّه الحسين (عليه السلام) ابن بنت رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) و ريحانته، و ابن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، و نشأة بيت النبوة، له أشرف نسب و أكمل نفس، جمع
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 257