responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 256

قد قضى العقل و الدين باحترام عظماء الرجال أحياء و أمواتا، و تجديد الذكرى لوفاتهم و شهادتهم، و إظهار الحزن عليهم، لا سيما من بذل نفسه و جاهد حتّى قتل، لمقصد سام و غاية نبيلة. و قد جرت على ذلك الأمم في كل عصر و زمان، و جعلته من أفضل أعمالها و أسنى مفاخرها.

فحقيق بالمسلمين بل جميع الأمم، أن يقيموا الذكرى في كل عام للحسين ابن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، فإنه من عظماء الرجال و أعاظمهم في نفسه، و من الطراز الأول. جمع أكرم الصفات و أحسن الأخلاق و أعظم الأفعال و أجلّ الفضائل و المناقب؛ علما و فضلا، و زهادة و عبادة، و شجاعة و سخاء، و سماحة و فصاحة، و مكارم أخلاق، و إباء للضيم، و مقاومة للظلم. و قد جمع إلى كرم الحسب شرف العنصر و النسب، فهو أشرف الناس أبا و أمّا و جدا وجدة و عمّا و عمة و خالا و خالة ... و قد جاهد لنيل أسمى المقاصد و أنبل الغايات، و قام بما لم يقم بمثله أحد قبله و لا بعده، فبذل نفسه و ماله و آله في سبيل إحياء الدين، و إظهار فضائح المنافقين، و اختار المنية على الدنيّة، و ميتة العزّ على حياة الذل، و مصارع الكرام على طاعة اللئام. و أظهر من إباء الضيم و عزّة النفس، و الشجاعة و البسالة، و الصبر و الثبات، ما بهر العقول و حيّر الألباب. و اقتدى به في ذلك كل من جاء بعده، حتّى قال القائل:

و إن الألى بالطف من آل هاشم‌ * * * تأسّوا فسنّوا للكرام التأسّيا

و حقيق بمن كان كذلك، أن تقام له الذكرى في كل عام، و تبكي له العيون دما بدل الدموع. و أي رجل في الكون قام بما قام به الحسين (عليه السلام)؟.

- هل يوم عاشوراء يوم فرح أم يوم ترح؟:

(المصدر السابق ص 139)

و ليس أعجب ممن يتخذ يوم عاشوراء يوم فرح و سرور و اكتحال، و توسعة على العيال، لأخبار وضعت في زمن الملك العضوض، اعترف بوضعها النقّاد، و سنّة سنّها الحجاج بن يوسف، عدوّ اللّه و عدو رسوله. و أي مسلم تطاوعه نفسه أو يساعده قلبه على الفرح في يوم قتل ابن بنت نبيّه؟!. و ريحانته و ابن وصيه؟. و بما ذا يواجه رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) و بماذا يعتذر إليه؟. و هو مع ذلك يدّعي محبة رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) و آله!. و من شروط المحبة، الفرح لفرح المحبوب، و الحزن لحزنه!.

نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست