نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 234
تلك الأحوال يضع الحسين الطفل في حضنه، و يبكي بكاء شديدا، و يقبّله من فمه و نحره، و يشمّه و يضمه إلى صدره، فكانت تلك المشاهد أول المآتم المقامة على الحسين (عليه السلام) في حياته و قبل مماته. و على هذا الهدي المحمدي سار شيعة الحسين (عليه السلام) من بعده، يقيمون المآتم و العزاء عليه، بعد موته و استشهاده، اقتداء بالنبي (صلى الله عليه و آله و سلم) و مشاركة له في محنته و مصيبته.
219- مأتم الحسين (عليه السلام) في دار فاطمة (عليها السلام):
(قادتنا: كيف نعرفهم؟، ج 6 ص 120)
روى الخوارزمي عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: زارنا رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) فعملنا له حريرة، و أهدت لنا أم أيمن قعبا من لبن و زبدا و صفحة من تمر. فأكل النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) و أكلنا معه. ثم وضّأت رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم)، فقام فاستقبل القبلة، فدعا اللّه ما شاء. ثم أكبّ على الأرض بدموع غزيرة مثل المطر. فهبنا رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) أن نسأله!.
فوثب الحسين (عليه السلام) فقال: يا أبتي رأيتك تصنع ما لم أرك تصنع مثله!.
فقال (صلى الله عليه و آله و سلم): يا بني إني سررت بكم اليوم سرورا لم أسرّ بكم مثله. و إن حبيبي جبرئيل أتاني فأخبرني أنكم قتلى، و أن مصارعكم شتى، فدعوت اللّه لكم، و أحزنني ذلك.
فقال الحسين (عليه السلام): يا رسول اللّه، فمن يزورنا على تشتّتنا، و يتعاهد قبورنا؟.
قال: طائفة من أمتي، يريدون برّي وصلتي. فإذا كان يوم القيامة شهدتها بالموقف، و أخذت بأعضادها، فأنجيتها و الله من أهواله و شدائده.
220- في دار أم سلمة:
(تاريخ ابن عساكر- الجزء الخاص بالحسين، ص 176)
و روى ابن عساكر بإسناده عن عبد اللّه بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه (قال) قالت أم سلمة: كان النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) نائما في بيتي، فجاء الحسين (عليه السلام). قالت: فقصد الباب، فسبقته على الباب مخافة أن يدخل فيوقظه. قالت: ثم غفلت في شيء، فدبّ فدخل، فقعد على بطنه.
قالت: فسمعت نحيب رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم). فجئت فقلت: يا رسول اللّه، و الله ما علمت به. فقال: إنما جاءني جبرئيل (عليه السلام) و هو على بطني قاعد، فقال لي:
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 234