نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 233
الفصل السادس المآتم الحسينيّة
* مقدمة الفصل:
لا يخفى أن مصيبة الحسين (عليه السلام) الكبيرة قد أقضّت مضجع النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) و استحوذت عليه كل اهتمامه. فلا عجب إذا رأيناه يقيم المأتم على الحسين (عليه السلام) منذ مولده، و في عدة مناسبات من حياته. و على ذلك سار الأئمة الأطهار و دعوا كل من شايع الحسين (عليه السلام) إلى إقامة الحزن و العزاء عليه في كل مكان و زمان، و لا سيما يوم العاشر من المحرم، حتّى صار شعارهم:
«كل أرض كربلا، و كل يوم عاشورا»
في حين كان بعض المسلمين عمدا أو جهلا يقيمون الفرح في ذلك اليوم، جريا على السنّة التي اختطها لهم بنو أمية من غابر الزمان.
و سوف نتكلم في هذا الفصل حول إقامة المآتم الحسينية، ثم فضل الحزن و البكاء على الحسين (عليه السلام)، ثم إقامة مراسم العزاء و الحزن و الحداد يوم العاشر من المحرم كل عام. و نتعرض إلى بعض خصوصيات يوم عاشوراء، و المحاولات المغرضة لتغيير مفهومه و صرفه عن حقيقته. ثم ننهي الفصل بفلسفة المآتم الحسينية، و تتضمن أهداف ذكرى الحسين (عليه السلام) و الفوائد التي تحققها المجالس الحسينية، و أن هدفها ليس فقط الحزن و البكاء، و إنما العظة و اليقظة و الاعتبار، و تبديل السلوك و تعديل المسار، و الخروج من مستنقع الخطايا و الأوزار، إلى رياض الأخيار و جنان الأبرار.
1- مآتم الحسين (عليه السلام)
مرت في الفصل السابق روايات مستفيضة حول إخبار جبرئيل للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم) بنبأ استشهاد الحسين (عليه السلام)، ثم إخبار محمّد (صلى الله عليه و آله و سلم) أهله و أصحابه بذلك. و كان في
نام کتاب : موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 233