نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 77
التعيّن؛ هذا خلف و سفسطة! و أمّا بالعكس فيكون الوجود لازما و
معلولا و يعود المحال؛ و إن [1] لم يكن بينهما ملازمة عادت المحالات.
و أجاب الشارح: بأنّا لا نسلّم لزوم التركيب ممّا به الاشتراك و ما
به الامتياز، فإنّ امتياز وجود [2] الواجب عن سائر الوجودات بعدم عروض الماهيّة الّذي لا يستلزم تركّبه
إلّا في العبارة، فإنّه أمر واحد الذات يعبّر عنه بلفظ مركّب، و هو الوجود الغير
العارض للماهيّة.
و كأنّه منع لزوم التركيب و أسنده
[3] إلى أنّه إنّما يلزم لو كان ما به الاشتراك و ما به الامتياز ذاتيا.
ثمّ كأنّ [4]
سائلا قال: لا بدّ أن يكون ما به الامتياز ذاتيا له، فإنّه لو كان عارضا [5] لزم أن يكون الواجب معروضا للعوارض؛ و
هو محال على مذهبكم.
فأجاب [6]
بمنع ذلك. و إنّما يكون كذلك لو لم يكن أمرا
[7] عدميا، و هو التجرّد.
و هذا الجواب لا يدفع [8] النقض، لورود هذا المنع على أصل الدليل، و لأنّ الإلزام بأنّ ما به
الامتياز هو التعيّن الّذي هو ثبوتي لا التجرّد، و إنّما أورده تنبيها على فساد
توجيه الدليل، ثمّ حقّق الجواب بأنّ تعين الوجود
[9] الواجب ليس بمغاير له حتّى يصحّ التعارض
[10] و التلازم بينهما؛ بل هو نفسه.
و في قوله: «على أنّ الوجود ليس طبيعة نوعية» إشارة إلى أنّه الجواب
المحقّق بقوله:
«على»، و إلى جواب سؤال مقدر بقوله: «ليس طبيعة نوعية». و هو أن
يقال: تعيّن الوجود [11]
الواجب زائد على ماهيّته، لأنّ ماهيّة الواجب هو الوجود. فالحاصل في الخارج من
ماهيّة الواجب إمّا مجرّد الوجود، أو هو [12] مع شيء آخر. لا سبيل إلى الأوّل، و إلّا لزم أن يكون مساويا
للممكنات من غير امتياز عنها [13]. فتعيّن أن يكون معه أمر آخر؛ و هو التعيّن.
و الجواب: إنّ حقيقة الواجب مجرّد الوجود القائم بذاته، و ليس نفس
الوجود المطلق،