قال الشيخ: لو كانت الماهيّة علّة لوجود نفسها
[3] كانت متقدّمة بالوجود على الوجود.، لأنّ العلّة متقدّمة بالوجود [4] على المعلول.
قال الشارح نقلا عن الإمام: لا معنى لتقدّم العلّة بالوجود إلّا
تأثيرها، و حينئذ يكون معنى التالي أنّها مؤثّرة في الوجود؛ و هو إعادة المقدّم
بعبارة أخرى.
و أجاب: بأنّا لا نسلّم أنّ معنى التقدّم هو التأثير، بل [5] أمر مغاير له
[6]، فإنّ التقدّم شرط التأثير و الشرط مغاير للمشروط. و لئن سلّمنا أنّ
التقدّم هو التأثير لكن الدليل تامّ، لأنّ الماهيّة لا يتصوّر مؤثّرة [7] إلّا إذا كانت في الأعيان، فكونها في
الأعيان شرط تأثيرها في الوجود، و هو كونها في الاعيان، فيكون كونها في الأعيان
مشروطا بكونها في الأعيان و هو [8] محال.
و هذا المنقول غير ما ذكره الامام [30]، لأنّ الامام [9] استفسر في قول الشيخ: «إن العلّة
متقدّمة على المعلول» [10]
و قال: ان أردتم بتقدّم العلّة [11] كونها مؤثّرة، فحاصل قولكم ذلك:
إنّ العلّة لا تكون [12] مؤثّرة إلّا بعد وجودها و هذا بعينها
[13] إعادة التالي، لأنّ معناه حينئذ
[14] أنّ الماهيّة لا تكون مؤثرة في الوجود إلّا باعتبار الوجود، و هو
محلّ النزاع؛ لأنّ عندنا