نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 449
المشروب و المنكوح كيفية ملائمة، لكن لا ندري أنّ تلك الحالة
المخصوصة هي نفس [1] هذا الإدراك، أو غيره؛ و لا يظهر ذلك
إلّا ببرهان.
ثمّ إنّ هاهنا ما يدلّ على أنّ اللّذّة لا يجوز أن تكون [2] نفس الإدراك، فإنّ النفس قد تكون
عالمة قبل الموت بهذه المعلومات [3] و لا تلتذّ بها.
فإن قلت: ربّما يمنع استغراق النفس في تدبير
[4] البدن عن حصول اللذّة! فنقول: لمّا كان الإدراك نفس اللذّة فلو حصل
الإدراك و كان هناك شيء مانع عن حصول اللذّة لزم أن يكون مانعا [5] عن حصول الشيء بعد حصوله؛ و إن ذهبتم
إلى [6] أنّ اللذّة مغايرة للإدراك فلا يلزم
من حصول الإدراك للنفس اللذّة لجواز الّا تكون النفس مستعدّة للذّة، و إن كانت
قابلة للإدراك.
و الجواب عن الأوّل: أنّا لمّا استقرينا أحوالنا وجدنا عند إدراك كلّ
ملائم و نيله حالة مخصوصة يعبّر عنها «باللذّة». فنحن نعلم بالضرورة أنّ كلّما حصل
لنا إدراك الملائم و نيله يحصل لنا اللذّة- سواء كانت نفس ذلك [7] الإدراك و نيله، أو حالة أخرى لازمة
لهما، و هذا كاف في إثبات الحالة المخصوصة للعقل. و لا يضرّ المناقشة في العبارة!
و عن الثاني: إنّ النفس إذا أدركت المعقولات و نالتها من حيث هي كمال لها [8] وجب التذاذها بها؛ و انتفاء الالتذاذ
بسبب فقدان قيد من هذه القيود.
[94/ 2- 350/ 3] قوله: و اعلم! أنّ هذه الشواغل الّتي هي ...
بعد إثبات اللذّة [9] العقلية أراد إثبات الآلام العقلية. و ذلك أنّ [10] النفس بسبب تعلّقها بالبدن و اشتغالها
بالمحسوسات [11] إذا تمكّنت فيها هيئات رديئة منافية
لكمالاتها [12] فما دامت متعلّقة بالبدن كان لها عنها
شغل؛ فإذا فارقت البدن فرغت إليها و نالتها منافية لكمالاتها، فحصل لها الآلام إذ
الألم ليس إلّا إدراك المنافي للكمال و نيله. و كما أنّ