نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 399
وجوب المعلول عن العلّة التامّة ليس بزماني و
[1] لا تعلّق له بالزمان أصلا.
و توضيح ذلك: أنّ الممكن يتساوي وجوده و عدمه بالنظر إلى ذاته، فإذا
وجد أسباب وجوده وجب وجوده، و إذا وجد أسباب عدمه امتنع وجوده. و كلّ عاقل ما لم
يعقل أسباب وجوده [2] أو
[3] أسباب عدمه يكون متردّدا في وجوده و عدمه.
و إذا عرف أسباب وجوده عرف أنّه يجب أن يوجد، و إذا عرف أسباب عدمه
عرف أنّه يمتنع و لا يكون عند إمكان الوجود أو إمكان العدم، و إذا عرف أكثر أسباب
وجوده ظنّ وجوده و يغلب ذلك الظنّ بحسب عرفان كثرة الأسباب. مثاله: إنّ وجدان
الكنز لزيد يمكن أن يكون و يمكن أن لا يكون، فإذا
[4] عرفنا أنّ زيدا سيمشي إلى زاوية و عرفنا أنّ ما على رأس الكنز من
الخشبة و غيرها ينكسر [5]
بحركة زيد لم يعرض لنا شك في أنّه يجد الكنز، فقد علمنا وجوب وجدان الكنز بحسب
معرفة الأسباب. و هكذا حال المنجّم يحكم بحوادث حين يعرف
[6] أسبابها. و لمّا لم يعرف جميع الأسباب بل بعضها فلهذا [7] يعرض له الغلط في الأحكام. و اللّه
تعالى [8] لمّا كان محيطا بجميع أسباب كلّ ممكن
ممكن [9] فلا بدّ أن يكون محيطا بجميع الممكنات
و بامتناع وجودها حين علم أسباب عدمها. فلا إمكان في علم اللّه- تعالى- لأنّه
منزّه عن التردّد و الشكّ.
فالله- تعالى- يعلم جميع [10] الحوادث الجزئية و أزمنتها الواقعة هي فيها، لا من حيث أنّ بعضها
واقع الآن و بعضها في الزمان الماضي و بعضها في الزمان المستقبل [11]. فإنّ العلم بالجزئيات من هذا [12] الحيثية يتغيّر
[13] بحسب تغيّر الماضي و المستقبل و الحال، بل علما متعاليا عن الدخول
تحت الأزمنة، ثابتا أبد الدهر.
و مثاله: إنّ المنجّم إذا علم أنّ القمر يتحرّك في كلّ يوم كذا، و
الشمس يتحرّك أيضا [14] في كلّ يوم كذا يعلم أنّه تحصل بينهما
مقارنة أو مقابلة حين وصولهما إلى نقطة [15] الحمل