نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 378
في المادّة، و لا يلزم حصول صورتين في مادّة ما
[1].
و يمكن أن يجاب عنه: بأنّ المتعقّل هاهنا الجسم. و المراد من اجتماع
صورتين في مادة واحدة حصول صورتين [2] أعني: الصورة العقلية و الصورة المتحقّقة
[3] للجسم بمادّة واحدة، و هو محال. لأنّه لا بدّ في تعدّد الأشخاص من
تعدّد الموادّ؛ لكن في العبارة مساهلة ما [4].
و فيه نظر: لأنّ الجسم الخارجي كما اشتمل
[5] على المادّة الخارجة كذلك صورته العقلية مشتملة على المادّة، فيكون
تعدّد الشخصين بحسب تعدّد المادّتين. و لو حملنا التعقّل
[6] على الصورة الجسمية حتّى تكون التعقّل من مادّته، و الصورة الّتي
للمادّة [7] هي الجسمية، لأنّها مأخوذة من المادّة
و صورة المادّة اندفع النظر؛ و يظهر لزوم حصول صورتين في مادّة واحدة. لكن لا
يتبيّن لزوم أحد الأمرين: إمّا دوام تعقّل الجسم الّذي هو محلّ القوّة العاقلة، أو
دوام لا تعقّله. اللّهمّ إلّا بعناية [8] أخرى [11].
لا يقال: اللازم من هذه الحجّة ليس إلّا أنّ القوّة العاقلة [9] غير جسمانية، و المطلوب [10] إنّ تعقّلها ليس بالآلة و هو غير
لازم! لأنّا نقول: الحجّة مطّردة فيه أيضا، لأنّ النفس لو لم تعقّل إلّا بالآلة
كانت إمّا دائمة التعقّل لها [11] أو دائمة اللاتعقّل لها، ... إلى آخر الحجّة.
تقريره: أنّا لا نسلّم أنّ القوّة الجسمانية لو تعقّلت الجسم يلزم
اجتماع صورتين متماثلتين، و إنّما يلزم لو كانت الصورة العقلية مساوية في تمام
الماهيّة للأمر الخارجي، و ليس كذلك؛ فإنّ الصورة العقلية عرض قائم بالنفس، و
الأمر الخارجي جوهر قائم بذاته، و من المحال المساواة في تمام الماهيّة بين العرض
و الجوهر [13]. هذا توجيه كلامه.