نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 374
و أمّا قوله: «و الفعل [1] و إن [2]
كان مقتضى الطبيعة» فهو جواب عن سؤال مقدّر، و هو أن يقال: كيف يكون الانفعال
هاهنا عن قاهر يقهر المنفعل و الانفعال إنّما هو من القوى و القوى الحالّة في
الجسم لا تكون قاهرة له ضرورة أنّ الحالّ في الشيء لا ينافيه؟! أجاب: بأنّ تلك
الأفاعيل و إن كانت [3]
مقتضى القوى لكنّها ليست مقتضى طبائع [4] العناصر الّتي تلتئم منها الموضوعات كالعين و الأنف [5] و الأذن و الجلد، فإنّ العناصر مقسورة
على الاجتماع، فتكون منافية لاجتماعها. و لما نافت اجتماعها نافت وجود القوّة
الّذي هو [6] موقوف على الاجتماع فضلا عن فعلها،
فيكون بين القوى و طبائع العناصر تنازع دائما، فيكون موجبا للوهن في الموضوعات و
القوى أيضا [7]. و للضعف العارض للقوى لا يدرك
الرائحة الضعيفة بعد إدراك الرائحة القوية، و الصوت
[8] الضعيف بعد سماع الرعد، و النور الضعيف بعد النظر في قرص الشمس،
كأنّ الحسّ بطل بالضعف و الوهن! و اعلم! أنّ المدّعى الّذي قصد اثباته هو أنّ
تعقّل النفس ليس بالآلة. و اللازم من هذه الحجّة ليس إلّا أنّ النفس ليست قوّة
بدنية [7]. و من البيّن أنّه لا يلزم منها [9] أنّ تعقّلها/ 44JB / ليس بالآلة؛ فما هو المطلوب غير لازم.
[60/ 2- 275/ 3] قوله: هذه حجّة ثالثة.
حاصلها: أنّ القوّة العاقلة تدرك نفسها و إدراكاتها و آلاتها، و كلّ
قوّة لا تدرك إلّا بالآلة لا تدرك نفسها و لا إدراكاتها و آلاتها، لامتناع أن
يتوسّط الآلة بين الشيء و نفسه و بين الشيء و إدراكاته و بينه و بين آلته؛ ينتج
أنّ القوّة العاقلة ليست قوّة لا تدرك إلّا بالآلة. و يمكن أن يوجّه بقياس
استثنائى، فيقال: لو كانت القوّة العاقلة لا تدرك إلّا بالآلة لما عقلت نفسها و لا
إدراكاتها و لا آلتها، لكنّها تعقّل نفسها و إدراكاتها و جميع ما يظنّ به أنّه
آلتها كالقلب و الدماغ.