نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 30
و إنّما قدّم هذا البحث لما عرفت
[1] أنّ هذه الأنماط في الحكمة الإلهية الباحثة عن الموجودات [2] المجرّدة عن المادّة في الذهن و
الخارج؛ فلو لم يكن هنا موجودات مجرّدة يبطل هذا العلم بالكلّية، لكن وجود
المجرّدات يتوقّف على إبطال قول من زعم أنّ كلّ موجود محسوس، فلهذا قدّمه.
و إنّما [3]
قال: «قد يغلب على أوهام الناس»، تنبيها على أنّ هذا الحكم إنّما هو من قبل [4] القوّة الوهمية التي تحكم على غير
المحسوس بأحكام المحسوسات.
و أمّا قوله: «هو [5] المحسوس و ما في حكمه»، فالمراد بما في حكم المحسوس المتخيّلات و
المتوهّمات، فإنّ [6] القوم لا يسعهم أن ينكروها، فقالوا:
إنّها في حكم المحسوسات.
فإن قلت: المتخيّل و المتوهّم محسوسان بالحسّ الباطن.
فنقول: المراد بالمحسوس هاهنا الحسّ الظاهر
[7]، و لهذا قال: «فإنّ [8] كلّ محسوس و كلّ متخيّل فإنّه يختصّ لا محالة بشيء من هذه
الأحوال». و سيذكر الشيخ [9] في التنبيه الآتي:
«أنّه لو كان كلّ موجود بحيث يدخل في الوهم و الحسّ [10] ...» إلى آخره
[11]، فجعل الحسّ بإزاء الوهم دليل على أنّ المراد به الحسّ الظاهر.