نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 285
النفس [1]
المفارقة إنّما يحرّك [2]
جسمها لتحصيل الكمالات اللائقة بها. و تحصيل الكمالات إنّما يكون من موجود يكون
الكمالات حاصلة له بالفعل، و هو العقل. فالقوّة المحرّكة للسماء مفارقة عقلية.
فإن قلت: إن أراد بالقوّة المحرّكة للسماء المباشر للحركة الّذي يصدر
عنه الحركة، فهو [3] قوّة جسمانية لا عقلية [4]. و إن أراد بها شيئا آخر فلا بدّ له
من دلالة.
فنقول: الدلالة عليه عدم تناهي الحركات، لأنّ عدم تناهيها ليس بحسب
ذات القوّة المباشرة، لامتناع صدور الحركات الغير المتناهية عن القوّة الجسمانية
بحسب ذاتها؛ بل بحسب قوّة اخرى. و لا شكّ أنّها يجب أن يكون غير متناهية الآثار و
إلّا استحال صدور الحركات الغير المتناهية عن القوّة الجسمانية بحسبها؛ فتلك
القوّة ليست جسمانية [5]،
بل مفارقة.
نعم! يرد أن يقال: الدليل لم يدلّ إلّا على أنّ الجسم السماوي متحرّك
بالحركة الدورية، و أمّا أنّ كلّ متحرّك بالحركة الدورية فهو جسم سماوي، فهو [6] من باب ايهام العكس. و لم لا يجوز أن
تكون في مركز [7] الأرض قوّة تتحرّك [8] بالإرادة و يكون الزمان مقدار حركتها؟
[51] و اعلم! أنّ المطلوب من [9] هذه الفصول ليس إثبات العقل مطلقا؛ بل إثبات أنّ للحركة السماوية
غاية هي العقل، و إلّا لم يحتج إلى بيان أنّ الحركة الغير المتناهية دورية، و لا
إلى أنّ الحركة الدورية سماوية. و لهذا صرّح الشيخ فيما قبل بأنّه ضرب آخر من
البيان مناسب لما كان [10]
فيه من إثبات غايات الأفلاك، فاستنتج [11] هاهنا عدم تناهي القوّة المحرّكة للسماء.
[28/ 2- 204/ 3] قوله: و به ينحلّ ما أشكل على الفاضل الشارح.
لمّا ذكر الشيخ: «أنّ الملاصق للتحريك قوّة جسمانية و العقل محرّك
أوّل»، اعترض