نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 149
و ثالثها: إنّ الحكماء يحيلون استناد الأزلي إلى القادر. و هو أيضا
ليس كذلك، لذهابهم إلى أنّ اللّه- تعالى [1]- قادر مختار مع أنّ العالم أزلي. و لا منافاة، لأنّ القدرة هي [2] كون الذات بحيث إن شاء فعل، و إن شاء
ترك. و الشرطية لا تستدعي وقوع المقدّم [3] أو عدم وقوعه؛ بل مقدّم شرطية الفعل واقع دائما، و مقدّم شرطية
الترك غير واقع دائما، [4]
بل يبحثون تارة عن العالم أنّه فعل أزلي مستند إلى فاعل تامّ الفاعلية و هذا بحث
طبيعي، لأنّه بحث عن العالم المشتمل على الأجسام و الجسمانيات المادّية، و أخرى
يبحثون عن [5] المبدأ الأوّل أنّه فاعل [6] تامّ في الفاعلية معلوله أزلي. فهو
بحث عن الواجب [7] الوجود بأنّ آثاره أزلية، فيكون من
الأبحاث الإلهية. و في البحث الطبيعي نظر! [13]
[222/ 1- 83/ 3] قوله: يريد بيان أنّ كلّ حادث فهو[8] مسبوق بموجود غير قارّ الذات.
و الدليل عليه إنّ وجود الحادث بعد أن لم يكن، فيكون له قبل، ضرورة
أنّ البعدية بالقياس إلى قبليته [9]. و ذلك القبل لا يجامع [10] البعد، لأنّ الحادث ليس بموجود فيما قبل و هو موجود فيما بعد،
فاجتماع القبل و البعد يوجب اجتماع الوجود و العدم؛ و إنّه محال.
فالقبل [11]
ليس نفس العدم، لأنّ العدم بعد كالعدم قبل، و ليس القبل ببعد و لا ذات الفاعل،
لأنّه يكون بعد و معا [12].
فهو أمر آخر غير قارّ الذات، لأنّه إذا فرضت حركة ينطبق نهايتها [13] على بداية حدوث الحادث يكون بين
ابتداء الحركة و بين [14]
حدوث الحادث قبليات و بعديات متصرّمة متجدّدة، إذ كلّ جزء يفرض من تلك الحركة فهى
قبل الحادث، فتكون بإزاء أجزاء [15] الحركة قبليات [16] بعضها متصرّمة و بعضها متجدّدة، فيكون ذلك القبل متّصلا غير قارّ، و
هو الزمان [14].