نام کتاب : إلهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 148
إلى المؤثّر، بل بالدلالة على قدرة المؤثرة. و الفلاسفة اتّفقوا [1] على أنّ الأزلي يستحيل أن يكون فعلا
لفاعل [2] مختار. فالفريقان اتّفقا على أنّ
الأزلي يمكن أن يكون مستندا إلى الموجب، و يمتنع أن يكون مستندا إلى القادر.
فمن يقول: الدائم هل يصحّ أن يكون مفتقرا
[3] إلى المؤثر؟
يقال له: أمّا إلى المؤثر المختار فلا يصحّ بالاتّفاق، فلا خلاف أصلا
في هذه المسألة.
نعم! اختلفوا في أنّ العالم على تقدير كونه أزليا هل يسمّى فعلا [4]؟ و هل يسمّى علّته فاعلا؟ و هذا خلاف
لغوي صرف.
أقول: الخلاف في هذه المسألة و الخلاف في علّة الحاجة متلازمان،
لأنّه لو كان علّة الحاجة الحدوث استحال أن يحتاج الأزلي إلي المؤثّر، لانتفاء
العلّة؛ و لو العلّة الإمكان؛ وجب افتقاره إلى المؤثّر، لوجود العلّة. و كذلك لو
امتنع احتياج الأزلي كان [5] علّة الحاجة الحدوث [6]، فإنّه لو كان علّتها الإمكان لزم احتياج الأزلي. و لو أمكن احتياج
الأزلي كانت [7] علّة الحاجة الإمكان، فإنّه لو كانت [8] علّتها الحدوث امتنع احتياجه، فلا
تلازم الخلافان. فلو لم يكن في تلك المسألة اختلاف
[9] لم يكن في هذه المسألة أيضا خلاف، لكن الخلاف في أنّ علّة الحاجة
إلى المؤثّر الإمكان أو الحدوث ممّا لا يمكن أن
[10] يدفع، لغاية اشتهاره.
و أمّا كلام الشارح فحاصله: إنّ الإمام نقل في رفع الخلاف عن
الفريقين قضايا ثلاثة نقلا غير مطابق؛ إحداها: إنّ المتكلّمين جوّزوا استناد
الأزلي إلى علّة موجبة. و إنّما/ 15SA / نفوا أزلية العالم بالدلالة على قدرة
المؤثّر فيه. فهذا نقل عنهم بأنّهم بنوا مسألة الحدوث على مسألة الاختيار. و ليس
كذلك في سائر كتبهم؛ بل الأمر بالعكس.
و ثانيها: أنّهم نفوا القول بالعلّة و المعلول، و هو أيضا [11] ليس كذب لما ذكر.