وفيه نظر ؛ لإمكان تعدّد الجهة ، فلا تتوجّه قاعدة « الواحد لا يصدر عنه إلاّ الواحد » مضافا إلى منع أصلها ، وإمكان القول بحصول الاستعداد للنفس بها فتدرك كلّها.
قال : ( ومنه الذوق ، ويفتقر إلى توسّط الرطوبة اللعابية الخالية عن المثل والضدّ ).
أقول : الذوق قوّة قائمة في سطح اللسان أو العصب المفروش على جرم اللسان ، وهو ثاني اللمس في المنفعة ؛ إذ يتمكّن به على جذب الملائم ودفع المنافر من المطعومات ، كما أنّ اللمس يتمكّن به على مثل ذلك في الملموسات ، ويوافقه في الاحتياج إلى الملامسة ، ولكن لا يكفي فيه الملامسة بل لا بدّ من توسّط الرطوبة اللعابيّة الخالية عن الطعوم المماثلة أو المضادّة ؛ لأنّها إن كانت ذات طعم مماثل للمدرك لم يتحقّق الإدراك ؛ لأنّ الإدراك إنّما يكون بالانفعال ، والشيء لا ينفعل عن
[١] منهم الشيخ في « الشفاء » ٢ : ٣٤ كتاب النفس ، الفصل الخامس من المقالة الأولى و ٢ : ٦٢ ، الفصل الثالث من المقالة الثانية ؛ « النجاة » ١٥٩ ـ ١٦٠ ؛ « شرح المقاصد » ٣ : ٢٧٠ ـ ٢٧١ ؛ « شرح تجريد العقائد » : ٢٠٩ ؛ « شوارق الإلهام » ٢ : ٣٧٣. [٢] لم ينسب إلى قائل معيّن ، كما في « المباحث المشرقيّة » ٢ : ٢٩٢ ؛ « شرح المواقف » ٧ : ٢٠١ ؛ « شرح تجريد العقائد » : ٢٠٩ ، إلاّ أنّ بهمنيار في « التحصيل » : ٧٤٧ عدّهما بدل الخشن والأملس.