الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه اجتهاد فاسد وذلك أن صاحب الشريعة صلى الله عليه وآله وسلم قدر أمره بقتل هذا الرجل (الصحابي) ومن ثم لا يحق للمسلم أن ينظر في الحكم وصاحب الحكم حاضر وهو أعلم بما قال، ويقول، وهو المسؤول عن حكم الله ودينه، فضلاً عن أن أمره الحاضر ينسخ أمره السابق، وأن الأمر السابق كان عاماً وأمره الحاضر كان خاصاً ومقيداً.

5 ــ تكشف الحادثة عن قضية مهمة: وهي أن الصحابة بحاجة إلى شخص يمتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويسلم له في كل صغيرة وكبيرة؛ لأنها تتلاعب به الآراء، فيرى لرأيه حكماً في حكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا لا يتحقق إلا بوجود حاكمية مطلقة للعقل عند هذا الشخص ولا وجود للجهل في قاموس حياته؛ وقد دلت النصوص الحديثية والتاريخية والعقلية على أن هذه الشخصية الإسلامية متجسدة في علي بن أبي طالب عليه السلام ومن يعاند في ذلك فعليه بقراءة مصادر المسلمين سواء في الحديث أو السيرة أو التاريخ أو ما شاء من ذلك.

الشاهد الثاني: ما رواه البخاري في اتهام الصحابي ذي الخويصرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالظلم والعياذ بالله

أخرج البخاري عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم وهو يقسم قسماً، إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال: يا رسول الله اعدل!!! فقال ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ: