ومن هنا: نجد أن النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان يدفع عن الأمة خطر هذا الشخص في حياته وبعد مماته.

فأما في حياته صلى الله عليه وآله وسلم فقد كان يستميل قلبه إلى الإسلام ببذل المال له ولابنيه يزيد ومعاوية فهم من المؤلفة قلوبهم حالهم حال كثير من الناس الذين كان يبذل لهم النبي بعض الصدقات.

وأما بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم فقد دفع بهذا الخطر خارج المدينة كي لا يحدث فتنة بعد وفاته مباشرة.

ولم ينتهِ جهاد رسول الله عند هذا الحد.. بل قام بأمور أخرى لإنقاذ الأمة من الضلال فأراد أن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا من بعده فمنعوه من ذلك واتهمه بعضهم والعياذ بالله بالهجر؟! وهو الهذيان[170].

المسألة الثالثة: امتناعهم عن الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في إيتائه الدواة والقرطاس ومقاومتهم فعله بانقاذ الأمة من الضلال بقولهم: إنه يهجر

انه يوم الخميس ولم يبق على رحيل النبي إلى ربه إلا ثلاثة أيام أو أربعة وهو بأبي وأمي يجاهد بكل ما أوتي من قوة على إنقاذ أمته من الوقوع في الفتنة وصدى الوحي يردد عليه:

( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا).

[168] الصحاح للجوهري:ج2 ص851 تاج العروس:ج7 ص606.