المسألة السادسة: تحذيره صلى الله عليه وآله وسلم للأمة من التعرض لأهل بيته وعترته

ألف: من هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته؟

لم يترك الوحي عليه السلام شيئاً إلا وقد عرفه للنبي الهادي صلى الله عليه وآله وسلم وفي المقابل لم يدع النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً فيه صلاح أمته وحفظها وصيانتها من الضلال إلا وقد بينه وأوضحه للأمة.

ولذلك: ليس للمسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجة فقد أتمّ البينة وأبلغ في الحجة, واما التباين الحاصل فيما بين الناس في الهداية والضلال فمرده إلى أمرين: إما قلب سليم فيتبع الحق، وإما قلب مريض فينقاد إلى الضلال، والقرآن الكريم مليء بالشواهد.

ومن هنا: لم ينزل في أحد من الآيات مثلما نزل بأهل البيت عليهم السلام.

ويكفيك أيها القرائ الكريم منها:

1- قوله تعالى:

(إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيرا) [125].

والأحاديث والآثار الدالة على اختصاصها بـ(علي وفاطمة والحسن والحسين)[126] متضافرة وكثيرة جداً، وهنا نكتفي بثلاثة شواهد:

[124] سورة الأحزاب، آية: 33.

[125] نزلت هذه في خمسة وهم: «رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، راجع: صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة، باب: فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ج2 ص368 ط عيسى الحلبي، صحيح الترمذي: ج5 ص30 حديث3285 ط دار الفكر، المستدرك على الصحيحين للحاكم: ج3 ص133 و ج2 ص416، التلخيص للذهبي: ج3 ص133.