وكيف يهنأ للوليد بن عبد الملك بن مروان وهو يرى قبر أبي بكر وعمر في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي تسكنه عائشة، وعثمان بن عفان مدفون في مقابر اليهود؛ أتراه يهدأ له بال بعد ذلك، وكيف له أن يكشف حقيقة القبر الوهمي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيت عائشة فيميل الناس إلى علي بن أبي طالب وبنيه عليهم السلام، وبنو أمية قد أوغلوا في دماء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ولعل ما رواه ابن شبة النميري في تاريخ المدينة عن محاولة الوليد بن عبد الملك نبش قبر أبي بكر وعمر وإخراجهما من بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليعطي القارئ الكريم تصوراً واستيعاباً لهذا الحدث واستيعاباً للأجواء التي كانت تحيط به، حتى ثبت في أذهان الناس ما كان يريده خصماء علي بن أبي طالب عليه السلام في محاربتهم لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وتمريرهم للقبر الوهمي في بيت عائشة.

يروي ابن شبة النميري، عن عمر بن عبد العزيز، قال:

(أتكأ الوليد على يدي حين قدم المدينة فجعل يطوف المسجد ينظر إلى بنائه ثم إلى بيت النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم فوقف عليه، ثم أقبل عليّ فقال: أمعه أبو بكر وعمر؟

قلت: نعم.

قال: فأين أمير المؤمنين عثمان؟

قال ــ عمر بن عبد العزيز ــ: فو الله أني لظننت أنه لا يبرح حتى يخرجهما، فقلت: يا أمير المؤمنين: إن الناس كانوا حين قتل عثمان في فتنة وشغل، فذاك الذي