ولعل عمر بن عبد العزيز وبلحاظ كونه راشد بني أمية لم يشأ أن يقع الناس في
فتنة وشغل آخرين حينما تُكشف للناس حقائق أخرى كأكذوبة دفن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم في بيت عائشة بعد أن ظهر له القبر الحقيقي في المسجد وليس في بيت عائشة،
وإن قبر أبي بكر وعمر هما خارج المسجد النبوي.
المسألة الخامسة: كيف انكشف القبر الرمزي المختلق الذي في بيت
عائشة؟
والإجابة على هذا السؤال فيما يلي:
1 ــ إنّ الجدار الذي انهدم هو الجدار الشرقي، كما دلّ على ذلك السمهودي[364].
وهذا يعني أنه الجدار الفاصل بين الحجرة النبوية المقدسة الخاصة والواقعة
داخل المسجد النبوي وبين بيت عائشة الذي دفن فيه أبو بكر وعمر.
2 ــ روى ابن سعد عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سقط حائط قبر النبي
صلى الله عليه وآله وسلم في زمن عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ على المدينة في ولاية
الوليد وكنت أول من نهض فنظرت فإذا ليس بينه وبين حائط عائشة إلا نحو من شبر
فعرفت، إنهم لم يدخلوه من قبل القبلة[365].
ولعله يقصد بقوله: (إنهم لم يدخلوه من قبل القبلة)، هو أن بيت عائشة كان
بابه من جهة الشام وهو خلاف باب الحجرة النبوية، التي دفن فيها ولذلك نجد المراغي
وغيره احتاروا في الروايات التي وصفت الحجرة الشريفة ببابين وحجرة عائشة بباب
واحدة.