المسألة السابعة: أسباب اشتباه الرواة بين حجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخاصة التي دفن فيها وحده وبين بيت عائشة الذي دفن فيه أبوبكر وعمر فقط

مما لا شك فيه أن هناك تحولات كثيرة حدثت في الأمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل قد مرَّ علينا أن هذه الأحداث بدأت منذ ابتداء ظهور علائم المرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ولذلك كان من ضمن هذه التحولات هو التغير في هذه الحجرة الخاصة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، إضافة إلى التغيير الذي قامت به عائشة لبيتها بعد دفن عمر بن الخطاب فيه، فضلاً عن أقوالها في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نقل إلى بيتها في مرضه، وفارق الدنيا ورأسه بين صدرها ونحرها، التي مرَّ بيان ما يعارضها من روايات صحيحة في أمر تغسيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ولكن:

كانت هناك أسباب أخرى:

أولاً: إنّ الفارق بين الحجرتين حائط المسجد

إن الحجرة الشريفة الخاصة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت مقابل حجرة عائشة وكلاهما في جهة الشرق؛ لكن الفارق بينهما أن الحجرة المقدسة على ساكنها وآله آلاف الصلاة والسلام كانت داخل المسجد ولها بابان؛ واحدة إلى الشمال مجاورة لباب عائشة، والثانية إلى الغرب، وكلا البابين داخل المسجد.

بينما حجرة عائشة هي ملاصقة لجدار المسجد من الخارج وبابها خارج المسجد فظن الكثير أنها بيت واحد لوقوعهما في جهة واحدة ولتقابلهما إلى بعض لا يفصل بينهما سوى مخرج أو (خوخة) أو (ممر) ــ بحسب اختلاف التسميات ــ كان يتخذه النبي