أقول: و الأحاديث في ذلك اكثر من ان تحصى، و قد تجاوزت حد التواتر، و دلالتها قطعية كما ترى، و انكار بعض المتكلمين لها لا وجه له، و ما يخيّل من معارضة لها من ان الجسم يمتنع حلوله في مكانين فصاعدا في وقت واحد و لا يمتنع موت جماعة كثيرين في وقت واحد، لا يخفى جوابه بوجوه كثيرة على من تأمل هذه الأحاديث، و لا اقل من تخصيصه بقدر الامكان، أو رؤية بعضهم من قريب و بعضهم من بعيد كما روى نحوه في ملك الموت: ان الدنيا عنده بمنزلة القصعة بين يدي الانسان، و قد تواترت الآيات و الروايات في قلة عدد المؤمنين جدا، و هو مؤيد لما قلناه و اللّه الهادي.
[2] باب 69- ان كل من محض الايمان أو الكفر يسأل في القبر فينعم أو يعذب ساعة* و الباقون لا يسألون الى يوم القيامة