نام کتاب : معجم أصول الفقه نویسنده : خالد رمضان حسن جلد : 1 صفحه : 126
و يقول سعيد بن أبى عروبة-رحمه اللّه تعالى-:
"من لم يسمع الاختلاف فلا تعدوه عالما".
و ذلك أن الجهل بالخلاف قد يؤدى إلى رد بعض الحق الذى لا يعلمه؛ إذ عتق غير منحصر فى قول فرد من العلماء كائنا من كان. و لذلك روى عن عثمان عطاء عن أبيه قوله: "لا ينبغى لأحد أن يفتى الناس حتى يكون عالما باختلاف ناس؛ فإنه إن لم يكن كذلك رد من العلم ما هو أوثق من الذى فى يديه".
و جهل المرء بالخلاف يجرئه على ترجيح ما ليس براجح، و استسهال أمر الفتيا التحليل بمجرد أن يطلع على نص فى الموضوع دون أن يبحث هل ثمة نصوص اخرى تخصصه أو تنسخه أو تقيده. و هذا مدعاة إلى الفوضى التى لا نهاية لها، و إلى تارة الفتنة فى صفوف الناس الذين لا يطيقون كثرة التنقل من قول إلى قول، و من أى إلى رأى، خاصة إذا كان مع كل قول دليل، و هذا أمر مشاهد ملموس ينبغى التنبه إليه. و لذلك كان التابعى الجليل أيوب السختيانى-رحمة اللّه تعالى-يقول: " جسر الناس على الفتيا أقلهم علما باختلاف العلماء. و أمسك الناس عن الفتيا علمهم باختلاف العلماء".
أنواع الخلاف
-و الخلاف على نوعين:
اختلاف تنوع، و اختلاف تضاد.
-و اختلاف التنوع على وجوه:
منه ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقا مشروعا، كما فى القراءات التى اختلف فيها الصحابة رضى اللّه عنهم، حتى زجرهم النبى صلى اللّه عليه و سلم، و قال:
نام کتاب : معجم أصول الفقه نویسنده : خالد رمضان حسن جلد : 1 صفحه : 126