responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 89

قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فبعثه برسالته، و نظر في قلوب العباد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، فما رآه المسلمون حسنا فهو عند اللّه حسن و ما رآه المسلمون سيئا فهو عند اللّه سيئ و أن يذكر أيضا ما خرّجه الآجري في أربعينه، عن عبد الرحمن بن خديج بن ساعدة رفعه: إن اللّه اختارني و اختار لي أصحابي فجعل لي منهم وزراء و أنصارا و أصهارا فمن سبهم فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين لا يقبل اللّه منه صرفا و لا عدلا.

و في أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب للحافظ السيوطي أيضا: و أيد (عليه السلام) بأربعة وزراء جبريل و ميكائيل و أبي بكر و عمر، و أعطي من أصحابه أربعة عشر نجباء، و كل نبي أعطي سبعة ا ه قال البدر الروضي في شرحه عليه قلت: قد جاء بيان هذه الأربعة عشر في الحديث من طرق مع إختلاف الأسماء فمنها ما جاء: لم يكن نبي قط إلا أعطي سبعة نجباء و وزراء رفقاء، و أعطيت أربعة عشر: حمزة و جعفر و أبا بكر و عمر و عليا و الحسن و الحسين و عبد اللّه بن مسعود و سلمان و عمار بن ياسر و حذيفة و أبا ذر و بلالا و مصعبا ا ه.

و في سيرة ابن فارس: و أما رفقاؤه النجباء فعلي و ابناه و حمزة و جعفر و أبو بكر و عمر و أبو ذر و المقداد و سلمان و حذيفة و ابن مسعود و عمار بن ياسر و بلال.

و في الاستيعاب ورد عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): إنه لم يكن نبي إلا أعطي سبعة نجباء وزراء و رفقاء، و إني أعطيت أربعة عشر فذكرهم بأسمائهم لكنه مرة قدّم بعضهم و مرة أخر. و المقصود التسمية و العدد.

و بذلك كله تعلم ما في قول أبي عبد اللّه اكنسوس في الجيش لما جاء الإسلام، و صار الملك خلافه، و ذهب رسم الملك، و ذهبت تلك الخطط اللازمة بذهابه، و بقيت المعاونة بالرأي و المفاوضة بالمصالح المستجلبة، و المفاسد المستدفعة، فلم يمكن زوال هذا. إذ هو أمر طبيعي لا بد منه، فكان (صلى الله عليه و سلم) يشاور أصحابه، و يفاوضهم في المهمات العامة و الخاصة، و يخص أبا بكر بخصوصيات أخرى، حتى كان بعض العرب الذين عرفوا دول العجم قبل الإسلام كسرى و قيصر و النجاشي؛ يسمون أبا بكر وزير النبي (صلى الله عليه و سلم). و كذلك كان عمر مع أبي بكر، و علي و عثمان مع عمر، و لم تكن العرب تعرف لفظ الوزير في هذه المرتبة، و إنما علمها منهم من خالط العجم، هذا حاصل ما ذكره ابن خالدون ا ه و تعلم أيضا ما في نقل القلقشندي في صبح الأعشى عن القضاعي و غيره: أن أول من لقب بالوزارة في الإسلام أبو سلمة حفص بن سليمان الخلّال وزير أبي العباس السفاح، أول خلفاء بني العباس، و لم يكن ذلك قبله. ثم جرى الأمر على ذلك في اتّخاذ الخلفاء و الملوك الوزراء ا ه سيما و استعمال الوزير وقع في القرآن حكاية عن الأنبياء قبل. فعن موسى (عليه السلام):

وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي‌ [طه: 29] و قال تعالى: وَ جَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً [الفرقان: 35] فتأمل ذلك.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست