responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 294

عكرمة في نفر من القبيلتين، فقالوا: لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا. فقالت القبيلتان: إن الذي حدّثكم به نعيم لحق، و أرسلوا إليهم: لا ندفع إليكم رجلا واحدا. فقالت قريظة: إن الذي ذكر لكم نعيم لحق.

قال ابن باديس: يؤخذ منه جواز مخادعة العدو، و التحيل في دفع ضرره على المسلمين، لقوله لنعيم: خذّل عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة و إذا أبيح كلام الخير في الصلح بين الاثنين من المسلمين، و إن لم يقله أحد منهما تأليفا للقلوب، فما بالك بمحق الكفار و حقن دماء أهل النصرة و الدار، الباذلين أنفسهم في إظهار دين اللّه و سنة نبيه المختار، فهو من باب النصح للمسلمين و الأمانة، لا من باب الكذب و الخيانة ا ه.

و خرّج ابن أبي حاتم في العلل عن النوّاس بن سمعان قال: بعث النبي (صلى الله عليه و سلم) سرية فقال: تهافتون في الكذب تهافت الفراش في النار، إن كل كذب مكتوب كذبا لا محالة، إلا أن يكذب الرجل في الحرب فإن الحرب خدعة.

و في التوشيح على قوله (عليه السلام): الحرب خدعة بنقط حاء مثلث أمر باستعمال الحيلة فيه ما أمكن، و قال ابن المنير: أي الحرب الكاملة في مقصودها، البالغة إنما هي مخادعة، لا مواجهة. و ذلك لخطر المواجهة، و حصول الغرض: الظفر بالمخادعة بلا خطر ا ه.

زاد أبو الحسن الدمنتي في اختصاره للتوشيح: أخبرني بعض علماء القسطنطينية أنهم قالوا للنصارى: إنا غلبناكم بالسلاح، و إنما غلبتم أنتم ملوكنا بحيلكم، و تزيين الملاهي و المحرمات، فاتبعوكم بإفساد الدين. فقالوا لهم: أ ليس بصحيح إخبار نبيكم: الحرب خدعة قلنا نعم. قالوا إذا إنما غلبناكم بشرعكم الخدعة ا ه.

باب في النمام‌

ترجم في الإصابة لمسعود [1] فذكر أن ابن أبي شيبة، أخرج عن عروة قال: كان من أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) رجل يقال له مسعود، و كان نماما، فلما كان يوم الخندق بعثه أهل قريظة إلى أبي سفيان أن ابعث إلينا رجالا حتى نقاتل محمدا مما يلي المدينة، و تقاتله أنت مما يلي الخندق، فشق ذلك على رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) لما بلغه أن يقاتل من جهتين، فقال: يا مسعود، نحن بعثنا إلى بني قريظة أن يرسلوا إلى أبي سفيان، فيرسل إليهم رجالا فإذا أتوهم، مكنوا منهم فقتلناهم، فلم يتمالك مسعود لما سمع بذلك أن أتى أبا سفيان فأخبره فقال: صدق و اللّه محمد ما كذب قط، فلم يرسل إلى بني قريظة أحدا. قال الحافظ: و في هذه القصة شبه بقصة نعيم بن مسعود الأشجعي و اللّه أعلم ا ه.


[1] انظر الإصابة ج 3/ 413.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست