responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 267

و في طبقات ابن سعد أن وفد سليم لما وردوا على النبي (صلى الله عليه و سلم) قالوا له: اجعل لواءنا أحمر و شعارنا مقدم ففعل ذلك بهم.

تنبيه- في تاريخ الوزير جودت باشا التركي الشهير نقلا عن تاريخ واصف افندي مقالة يبين فيها ما كان للألوية من الاعتبار في الدول، صدّرها بقوله: إن السر في أحداث السنجق و اللواء: هو أنه إذا اجتمع قوم تحت لواء واحد يجعل بينهم الاتحاد، بمعنى أن هذا اللواء يكون علامة على اجتماع كلمتهم و دلالة على اتحاد قلوبهم، فيكونون كالجسم الواحد، و يألف بعضهم بعضا أشد من ائتلاف ذوي الأرحام، و إذا كانوا في معركة القتال لا ييأسون من الظفر، ما دام لواؤهم، منشورا بل تقوى همتهم و يشتد عزمهم، فإذا سقط لواؤهم أخذوا من جانب العدو، و باتوا موضوعا للخوف و الرهبة فيهزم بعضهم و يتبدد البعض الآخر، بخلاف ما إذا كان علمهم مرفوعا خافقا مزدهيا تبتهج به نفوسهم فتأخذهم شدة الفرح و البسالة، و تتسلط على أعدائهم هزمة الرعب، فتأخذ بمجامع قلوبهم، و كما أن الموسيقى العسكرية تنعش أرواحهم، و تحثهم على الإقدام و الشجاعة، كذلك مناظر الألوية و تموجها فإنها تحدث فيهم دواعي العزة، و تجلب لأعدائهم الدهشة و الفتور، و كان لجميع الأمم السالفة و الدول الماضية آلات موسيقية، و أعلام عديدة و لم يكن في زمن النبي (صلى الله عليه و سلم) موسيقى بل أعلام فقط الخ انظر بقيته في ص 35 من مقدمة التاريخ المذكور.

باب في تعميم الإمام للصبي‌

ترجم في الإصابة لقرط و يقال له قريط بن أبي رمثة البلوي، فذكر عن أبي موسى في ذيله عن ابن منده أنه هاجر مع أبيه فلما دخلوا على النبي (صلى الله عليه و سلم) قال لأبي رمثة ابنك هذا قال نعم أشهد به قال إنه لا يجني عليك و لا تجني و دعا بقرط فأجلسه في حجره و دعا له بالبركة و مسح رأسه و عممه بعمامة سوداء، و هو والد لاهز بن قريط أحد الرؤساء الذين كانوا مع أبي مسلم الخراساني.

أقول: إن صحت هذه القصة كان فيها الدليل لما كنا نرى الشيخ الوالد يعتني به من تعميم من في سن البلوغ أو قريب منه مع إرخاء العذبات، و بذلك تعلم ما في توقف بعضهم في ذلك قائلا: لم أقف على شي‌ء من الأحاديث، و لا من نصوص الفقهاء على الوقت الذي يطلب فيه التعميم. هل هو من بلوغ السبع أو العشر أو حين البلوغ أو حين بدء طلوع اللحية لخ انظر إلى ص 29 من الدعامة في أحكام العمامة. و أهل الحجاز إلى الآن يعتنون بتعميم الصغار، و كأنه عمل قديم متوارث، بدليل ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن مالك قال: لا ينبغي أن تترك العمامة، و لقد اعتميت و ما في وجهي شعرة. و في المدارك قال أبو مصعب: سمعت مالكا يقول: إني لأذكر و ما في وجهي شعر، و ما منا أحد يدخل المسجد إلا متعمما إجلالا لرسول اللّه (صلى الله عليه و سلم).

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست