responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 222

النبي (صلى الله عليه و سلم) عليا إلى اليمن فقال: علمهم الشرائع، و اقض بينهم. فقال: لا علم لي بالقضاء، فدفع في صدره و قال: اللهم اهده للقضاء. و قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه، و قصة بعثه (عليه السلام) عليا قاضيا لليمن خرجها أبو داود في سننه و أحمد و إسحاق بن راهواه، و أبو داود الطيالسي في مسانيدهم و غيرهم، انظر نصب الراية، و تلخيص الحبير.

و بوّب عليه الحافظ محب الدين الطبري، في كتابه «ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى» باب: ذكر دعاء رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) له (رضوان الله عليه)؛ حين ولاه قضاء اليمن، ثم ساق عن علي قال: لما بعثني رسول اللّه إلى اليمن قاضيا، و أنا حديث السن فقلت: يا رسول اللّه تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث و لا علم لي بالقضاء، فقال (صلى الله عليه و سلم): إن اللّه سيهدي لسانك، و يثبت قلبك، قال فما شككت في قضاء بين اثنين. أخرجه أحمد. قال الطبري: و المراد بالأحداث: الأمور الحادثة ا ه.

و في أحكام ابن العربي: و أما ولايته القضاء؛ فقدم النبي (صلى الله عليه و سلم) في حياته علي بن أبي طالب، حين بعثه إلى اليمن. و قدم النبي (صلى الله عليه و سلم) غيره من ولاته ا ه منها.

و قد قال القرافي في الفروق: يقدم في القضاء من هو أعرف بالأحكام الشرعية، و أشد تفطنا لحجج الخصوم و خدعهم، و هو معنى قوله (عليه السلام): أقضاكم علي. أي هو أشد تفطنا لحجج الخصوم و خدع المتحاكمين. و به يظهر الجمع بينه و بين قوله (عليه السلام) أعلمكم بالحلال و الحرام معاذ، و إذا كان معاذ أعرف بالحلال و الحرام كان أقضى الناس، غير أن القضاء لما كان يرجع إلى معرفة الحجج و التفطن لها كان أمرا زائدا على معرفة الحلال و الحرام، فقد يكون الإنسان شديد المعرفة بالحلال و الحرام، و هو يخدع بأيسر الشبهات، فالقضاء عبارة عن هذا التفطن ا ه.

«و منهم معاذ بن جبل بعثه النبي (صلى الله عليه و سلم) كما في الاستيعاب إلى الجند، يعلم الناس القرآن و شرائع الإسلام، و يقضي بينهم، و جعل له قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، و ذلك عام فتح مكة».

أخرج الطبراني؛ قال الشامي برجال الصحيح عن مسروق قال: كان أصحاب القضاء على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) ستا عمر، و عليا و عبد اللّه بن مسعود، و أبي بن كعب، و زيد بن ثابت، و أبا موسى الأشعري.

و أخرج أحمد [1] و الحاكم عن معقل بن يسار: أمرني رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) أن أقضي [بين قوم فقلت: ما أحسن أن أقضي يا رسول اللّه‌]. قال: إن اللّه مع القاضي ما لم يحف عمدا، و جاءه (صلى الله عليه و سلم) خصمان فقال لعمر: اقض بينهما، و كذا قال لعقبة في خصمين جاءاه: اقض‌


[1] رواه في 5/ 26.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست