نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي جلد : 1 صفحه : 197
اللّه (صلى الله عليه و سلم) روى كلامه و موقفه على جمله بعكاظ، و موعظته و عجب من حسن كلامه، و أظهر تصويبه فهذا أشرف تعظيم، تعجز عنه الأماني و تنقطع دون الآمال. و إنما وفق اللّه ذلك لقس لاحتجاجه للتوحيد، و إظهاره الإخلاص و إيمانه بالبعث، و من ثم كان قس خطيب العرب قاطبة ا ه.
باب في كتاب الجيش و فيه فصول
فصل: في أمر النبي (صلى الله عليه و سلم) بكتب الناس، و ثبوت العمل بذلك في عصره (صلى الله عليه و سلم).
«في صحيح البخاري [1] بسنده عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): أكتبوا لي من يلفظ بالإسلام من الناس، فكتبت له ألفا و خمسمائة رجل، و في صحيح مسلم عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) يخطب يقول: لا يخلون رجل بامرأة إلا و معها ذو محرم، و لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال: يا رسول اللّه إن امرأتي خرجت حاجة، و إني اكتتبت في غزوة كذا و كذا قال ارجع فحجّ مع امرأتك، و هو في الصحيح أيضا بلفظ إني كتبت في غزوة كذا و كذا و امرأتي حاجة» [قال فانطلق فحج مع امرأتك. كتاب الحج باب 74 ج 1/ 978].
قلت: قال الحافظ في الفتح على ترجمة باب كتابة الإمام الناس، أي من المقاتلة و غيرهم، و المراد ما هو أعم من كتابته هو نفسه أو بأمره، ثم قال: و في الحديث مشروعية كتابة دواوين الجيوش. و قال على قول الرجل: إني كتبت في كذا مشعر بأنه كان من عادتهم كتابة من يتعين للخروج في المغازي ا ه.
قال التقي المقريزي في الخطط: اعلم أن كتابة الديوان على ثلاثة أقسام: كتابة الجيوش، و كتابة الإنشاء و المكاتبات، و لا بدّ لكل دولة من استعمال هذه الأقسام الثلاثة، و قد أفرد العلماء في كتابة الخراج، و كتابة الإنشاء عدة مصنفات، و لم أر أحدا جمع شيئا في كتابة الجيوش و العساكر، و كانت كتابة الديوان في صدر الإسلام أن يجعل ما يكتب فيه صحفا مدرجة ا ه منها.
فصل في البيعة و معناها المعاقدة و المعاهدة
و هي شبيهة بالبيع الحقيقي، قال ابن الأثير في النهاية: كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه، و أعطاه خالصة نفسه و طاعته، و دخيلة أمره. و الأصل في ذلك:
أنه كان من عادة العرب أنه إذا تبايع اثنان صفق أحدهما بيده على صاحبه، و قد عظم اللّه شأن البيعة، و حذّر من نكثها فقال: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ، وَ مَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ، فَسَيُؤْتِيهِ