نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي جلد : 1 صفحه : 191
أشعرهم الخلفاء الأربعة، و كان أشعر الخلفاء الصديق و قد رأيت شيخ مشايخنا السيد مصطفى البكري الصديقي، جمع لجده الصديق من كلامه ديوانا تعجز عن تقريظه أفواه المحابر، و السنة الأقلام رتبه على حروف المعجم، و كان ابنته عائشة أشعر من الخنساء، و كانت تروي من كلام الشعراء ما لا يحفظه الرجال، فضلا عن النساء. و لا يخفى أن من شعراء الصحابة حسان بن ثابت، الذي كان إذا مد لسانه بلغ انفه و كان يحلف باللّه أنه لو أمره على شعر [لحلقه]. أو على صخر لخرقه، و منهم النابغة الجعدي، و كعب بن زهير، و كعب بن مالك، و الزبرقان، و العباس بن مرداس، و عمرو بن العاص، و عبد اللّه بن رواحة، و ضرار بن الخطاب، و العباس عمه (عليه السلام)، و ابنه عبد اللّه بن عباس، و لبيد، و معاوية بن أبي سفيان، و أبوه أبو سفيان، و المغيرة بن شعبة و غيرهم.
و كان يحث حسان على إنشاء الشعر و هجو المشركين و يقول: إنه أنكى [بهم] من وقع الحسام، و كان يستنشد أصحابه الأشعار. و ثبت أنه (صلى الله عليه و سلم) حقن بالشعر دم كعب بن زهير بعد الإهدار، و أنه أجاز حسان بسيرين القبطية جاريته ا ه.
قلت: الشعراء من الصحابة الذين مدحوه (صلى الله عليه و سلم)، بين رجال و نساء جمعهم الحافظ فتح الدين محمد بن محمد الأندلسي، المعروف بابن سيد الناس، المتوفى عام 734 في قصيدة ميمية ثم شرحها في مجلد سماه منح المدح أو فتح المدح، و رتبهم على حروف المعجم قارب بهم المائتين [1]، و لعصرينا الأديب أبي الحسن علي بن شاكر الموستاري، المعروف بجابيزاده نزيل الآستانة [2] كتاب نفيس سماه: حسن الصحابة في شرح أشعار الصحابة، طبع الجزء الأول منه في ص 362 رتبه على القوافي يترجم الصحابي و يذكر أشعاره في التوحيد، و الثناء على اللّه، و مدح المصطفى (عليه السلام)، و بيان معجزاته و نحو ذلك أثبت فيه لأكثر من مائتي صحابي، ما بين بيت مفرد و قصيد. ثم شرح مفردات الجميع.
و أما ما مدح به (عليه السلام) من شعراء أمته بعد الصحابة فشيء يجل عن الحصر، و لو جمع له الناس في كل بلد أو مصر، إذ قلّ أن يجمع مسلم ديوانا إلا و صدّره أو كل حرف منه بالإمداح النبوية، و في الرحلة العياشية أن صاحبها وقف في مكة على السفر السابع من كتاب منتهي السول في مدح الرسول، كتب سنة 673 قال أبو سالم: هذا التأليف لم يقصد به جامعة جمع كلامه أو كلام مخصوص، بل ما انتهى إليه علمه من الإمداح النبوية، و ما شاكلها و اللّه أعلم كم بقي لتمام الكتاب ا ه و في عصرنا هذا جمع صديقنا نادرة العصر و حسّانه الشيخ أبو المحاسن [يوسف بن إسماعيل] النبهاني الشامي مجموعة في الامداح
[1] طبع الكتاب بعد تحقيقه من قبل: عفت وصال حمزة و صدر عن دار الفكر بدمشق 1987.
[2] الآستانة هو اسم من الأسماء التي تطلق على استانبول عاصمة الدولة العثمانية كما يطلق عليها دار السعادة و اسمها قبل الإسلام: القسطنطينية.
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي جلد : 1 صفحه : 191