نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي جلد : 1 صفحه : 178
اختياره (عليه السلام) لرسله أن يكونوا أحسن الناس وجها
سيأتي أمره لعماله أن يبردوا له البريد كذلك، و من أشهر رسله (عليه السلام) للملوك دحية الكلبي. قال العيني: في عمدة القاري ص 93 من الجزء الأول: كان دحية من أجمل الصحابة وجها، و كان جبريل يأتي النبي (صلى الله عليه و سلم) في صورته، و ذكر السهيلي عن ابن سلام في قوله تعالى: وَ إِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها [الجمعة: 11] قال: كان اللهو نظرهم إلى وجه دحية لجماله، و روي أنه كان إذا قدم إلى الشام لم تبق مخدرة إلا خرجت لتنظر إليه ا ه.
و في الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي أن دحية كان أجمل أهل زمانه، و بلغ من أثر جماله في الخلق، أنه لما قدم المدينة و استقبله الناس، ما رأته امرأة حامل إلا ألقت ما في بطنها ا ه و ذكر العيني في العمدة أيضا: أن دحية هذا كان يمشي متلثما خشية أن تفتتن به النساء ا ه.
وصايته (عليه السلام) لكل من بعثه لجهة من الجهات من سفرائه و أمرائه و رسله
في سيرة ابن هشام قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري أنه وجد كتابا فيه ذكر بعث رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) إلى البلدان و ملوك العرب و العجم، و ما قال لأصحابه حين بعثهم، قال فبعثت به إلى محمد بن شهاب الزهري فعرفه و فيه: أن رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)، خرج على أصحابه فقال لهم: إن اللّه بعثني رحمة فأدّوا عني يرحمكم اللّه، و لا تختلفوا عليّ كما اختلف الحواريون على عيسى بن مريم. قالوا: و كيف يا رسول اللّه كان اختلافهم؟ قال: دعاهم لمثل ما دعوتكم له، فأما من قرب به فأحب و سلّم، و من بعد به فكره و أبى، فشكى ذلك عيسى منهم إلى اللّه، فأصبحوا و كلّ رجل منهم يتكلم بلغة القوم الذين وجه إليهم ا ه.
و في باب صب الماء على البول في المسجد؛ أنه (عليه السلام) قال للصحابة لما تناولوا الأعرابي الذي بال في المسجد: إنما بعثتم ميسّرين، و لم تبعثوا معسّرين. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: و كان ذلك شأنه (عليه السلام)، في حق كل من بعثه إلى جهة من الجهات، يقول: يسروا و لا تعسروا ا ه ص 279 من الجزء الأول.
وقع ذلك في مسلم عن أبي موسى قال: كان رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)؛ إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال: «بشّروا و لا تنفّروا، و يسّروا و لا تعسّروا»، و أخرج البزار عن ابن عمر أن رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم)، أرسل معاذا و أبا موسى فقال: تشاورا و تطاوعا و يسرا و لا تعسرا و بشرا و لا تنفرا.
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي جلد : 1 صفحه : 178