responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 179

اتّخاذ البريد في زمن الخلفاء الراشدين‌

البريد [1] اسم للمسافة التي بين كل محطة و أخرى من محطات البريد، و هي أربعة فراسخ‌ [2]، أو اثنا عشر ميلا، ثم أطلق على حامل الرسائل، و توسعوا فيه الآن فأطلقوه على أكياس البريد، و أصله من وضع الفرس، ثم استعمل في الإسلام و أقيم له عامل مخصوص يسمى عامل البريد، ينقل أخبار الولاة و البلاد لدار الخلافة و العكس.

و المشهور أن أول من وضعه في الإسلام معاوية بن أبي سفيان، و لعله أول من رتبه على طرق و مناهج مخصوصة، رتب له الخيل و المحطات، و إلا فالبريد معروف عند من قبله من الخلفاء الراشدين، و اشتهر أمره في مدة سيدنا عمر بن الخطاب، و في الصحيح‌ [3] لدى باب أبوال الإبل و الدواب و الغنم و مرابضها، و صلى أبو موسى في دار البريد قال الحافظ: دار البريد المذكورة موضع بالكوفة؛ كانت الرسل تنزل فيه إذا حضرت من الأمراء إلى الخلفاء، و كان أبو موسى أميرا على الكوفة في زمن عمر، و في زمن عثمان و كانت الدار في طرف البلد، و قال المطرزي: البريد في الأصل الدابة المرتبة في الرباط، ثم سمي به الرسول المحمول عليها، ثم سميت به المسافة المشهورة.

و في سيرة عمر للحافظ ابن الجوزي في الباب الرابع و الثلاثين في ذكر عسسه بالمدينة، و بعض ما جرى له في ذلك، أن عمر لما أبعد نصر بن الحجاج عن المدينة إلى البصرة، و كتب عمر إلى عاملة عتبة بن فرقد كتابا و أقام أياما ثم نادى مناديه: ألا إن بريد المسلمين يريد أن يخرج فمن كانت له حاجة فليكتب فكتب إليه نصر بن الحجاج كتابا إلى أمير المؤمنين انظر ص 105.

و في القصة الآتية و هي عند ابن جرير في تاريخه عن الرسول الذي أتى بالعقد هدية من عند امرأة قيصر الروم إلى زوج عمر أنه بريد المسلمين. و في كتاب الطائر الغريد في وصف البريد: للعرب في نظام البريد فضل مثل مالهم في غيره، و لذلك قد شرح المؤرخون عن أحواله عندهم أكثر من باقي البريد، و أول ما استعمل العرب لنقل البريد الإبل، ثم استبدلوها بالبغال، ثم بالخيل لسرعتها، و كان لكل سفر بريد يتولى قيادة المسافرين، و ميل العرب للتنقل بالأسفار و كان أعظم مساعد على اطراد سير البريد الطويل ما بين البلاد الشاسعة بكل ضبط، و هذه الوظيفة كانت عندهم من الوظائف‌


[1] البريد: كان من اصطلاح الفرس أن يقطعوا أذناب الخيل المخصصة لحمل البريد و قالوا لها: بريدة دم:

مقطوعة الذنب. و من ثم أطلق الوصف على الخيول التي تحمل الرسائل خيل البريد. مصححه. عن كتاب النظم الإسلامية للشيخ صبحي الصالح.

[2] فراسخ: كلمة فارسية جمعت جمع تكسير عربي و أصلها. فرسخ، و لا زالت مستعملة في بلاد إيران و تقدر بستة كيلومترات. مصححه.

[3] انظر كتاب الوضوء باب 66 ص 63/ 1.

نام کتاب : نظام الحكومة النبوية نویسنده : الكتاني، عبد الحي    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست